للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في النوم فسلم على وصافحني وخلع خاتمه وجعله في إصبعي، وكان لي عم ففسرها لي فقال: أما مصافحتك لعلى فأمان من العذاب، وأما خلع خاتمه وجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم عليّ في الشرق والغرب، وكان يفتى وله خمس عشرة سنة، وكان يحيى الليل إلى أن مات، وقال له مسلم بن خالد الزنجي - ومر على الشافعيّ وهو يفتى وهو ابن خمس عشرة سنة فقال: يا أبا عبد اللَّه! أفت فقد آن لك أن تفتي (١)، وكتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعيّ وهو شاب أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن ويجمع فنون الأخبار فيه وحجة الإجماع وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب الرسالة، قال عبد الرحمن بن مهدي:

ما أصلى صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها، وحكى أن بشرا المريسي لما حج فرجع فقال لأصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه - يعنى الشافعيّ، وروى أن إسحاق بن راهويه أخذ بيد أحمد بن حنبل وقال: تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشافعيّ، وذكر أحمد بن حنبل قال: ستة أدعو لهم سحرا أحدهم الشافعيّ، وذكر صالح بن أحمد بن حنبل قال: مشى أبى مع بغلة الشافعيّ فبعث إليه يحيى بن معين فقال له: يا أبا عبد اللَّه! أما رضيت إلى أن تمشى مع بغلته؟ فقال: يا أبا زكريا! لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك، وقال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: قلت لأبى: يا أبت! أي رجل (٢) كان


(١) راجع تاريخ بغداد ٢/ ٦٤، قال الخطيب: والصواب أن الإمام الشافعيّ كان حينذاك ابن دون عشرين سنة.
(٢) في تاريخ بغداد «أي شيء».