للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أبو جعفر إلى موسى بن كعب بولايته على خراسان وأمره أن يستخلف ابنه عيينة على السند ويقصد بنيسابور فيمن معه من أهل خراسان والجزيرة والشام، فان ورد أبو مسلم منعه من النقود والتمكن، ففعل، ولما صار في بعض الطريق ورد عليه كتاب المنصور يخبره بقتله أبا مسلم ويأمره بالقدوم عليه، فقدم الهاشمية وشخص مع أبي جعفر المنصور سنة إحدى وأربعين ومائة إلى بيت المقدس، فولاه مصر، فمكث بها عشرة أشهر، ثم قال أبو جعفر: إني وجدت في كتب أبى أن أهل مصر يقتلون رجلا مجهولا يقال له موسى، وما موسى بن كعب بالمجهول، ولكني أكره أن أخاطر به! فعزله وقدم به الهاشمية فولاه الشرط، وكان المسيب بن زهير خليفته، ثم مات بالهاشمية، وابنه عيينة خالف أبا جعفر فخلعه، وذلك أن أبا جعفر استقدمه فخافه المسيب بن زهير على مكانته لأنه ولى الشرط (١) بعد موسى، وكتب إليه يخوفه بالمحاسبة وكان فيما كتب إليه بهذا البيت:

فأرضك أرضك إن تأتنا … تنم نومة ليس فيها حلم

فوجه (٢) إليه عمر بن حفص المهلبي فقاتله سنة، ثم هزمه وقصد سجستان وعليها زهير بن ربيعة، فوجه إليه شيبة بن حسان المروزي وغيره، فلقوه في المفازة وقتلوه وحمل رأسه إلى البصرة فصلب وعليه ضفيرتان *


(١) من م، س، وفي الأصل «السرخس» خطأ، وكانت ولاية الشرط للخلفاء تعدل قيادة الجيوش العامة في عرفنا اليوم.
(٢) أي أبو جعفر، انظر الطبري والكامل، وراجع للتفصيل تاريخ اليعقوبي ٢/ ٣٧٢ - ٣٧٣ طبع بيروت.