للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأبو تمام في شعره، فأما حاتم فجاهلى لا نذكره، وأما داود (١) فهو داود (١) ابن نصير الطائي، كنيته أبو سليمان، الكوفي (٢)، اشتغل بالعلم مدة ودرس الفقه وغيره من العلوم، ثم اختار بعد ذلك العزلة وآثر الانفراد والخلوة، ولزم العبادة واجتهد فيها إلى آخر عمره، وحكى عن سفيان بن عيينة أنه قال: كان داود الطائي ممن علم وفقه، قال: وكان يختلف إلى أبي حنيفة حتى نفذ في ذلك الكلام، قال: فأخذ حصاة فحذف لها إنسانا، فقال له: يا أبا سليمان طال لسانك وطال يدك! قال: فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يجيب، فلما علم أنه يصبر عمد إلى كتبه فغرقها في الفرات، ثم أقبل على العبادة وتخلى، وقال غيره (٣): كان لداود ثلاثمائة درهم، فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه، قال: وكنا ندخل عليه فلم يكن في بيته إلا بارية، ولبنة يضع عليها رأسه، وإجانة فيها خبز، ومطهرة يتوضأ منها ومنها يشرب، (٤) وورث من أمه دارا فكان ينتقل في بيوت الدار، كلما تخرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر، ولم يعمره، حتى أتى (٥) على عامة (٥) بيوت الدار، قال: وورث من أبيه دنانير فكان


(١) (١ - ١) سقط من م.
(٢) أكثر سياق ترجمته هنا مما في تاريخ بغداد ٨/ ٣٤٧ - ٣٥٥، وانظر لترجمته «أخبار أبي حنيفة وأصحابه» لشيخ الخطيب البغدادي أبى عبد اللَّه الصيمري ص ١٠٩ المطبوع وحلية الأولياء ٧/ ٣٣٥ - ٣٦٧ وتهذيب التهذيب ٣/ ٢٠٣ وغيرها.
(٣) وهو عطاء.
(٤) من هنا قول أبى سليمان الدارانيّ.
(٥) (٥ - ٥) في م «عليه» خطأ.