أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد هبة اللَّه بن سهل السيدي وأبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن القاري وأم الخير فاطمة بنت على ابن المظفر بن دعبل بن عجلان البغدادي بقراءتي عليهم بنيسابور قالوا أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي أنا أبو العباس إسماعيل ابن عبد اللَّه الميكالى انا عبدان بن أحمد بن موسى الأهوازي ثنا زيد بن الحريش عن أبي همام ثنا موسى بن عبيدة عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر ﵄ ان رسول اللَّه ﷺ طاف يوم فتح مكة على ناقته القصواء ليستلم الأركان كلها بمحجنه فما وجد لها مناخا في المسجد حتى نزل على أيدي الرجال، ثم أخرجوها إلى بطن الوادي فأناخوها ثمة، ثم خطب الناس على راحلته فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال: اما بعد! فان اللَّه ﷿ قد اذهب عنكم عبسية الجاهلية وتعاظمها بآبائها، انما الناس رجلان:
بر تقي كريم على اللَّه، وفاجر شقي هيّن على اللَّه، ثم قال: ان اللَّه ﷿ يقول: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ، ثم قال: أقول قولي هذا وأستغفر اللَّه لي ولكم.
ومعرفة الأنساب من أعظم النعم التي أكرم اللَّه تعالى بها عباده لأن تشعب الأنساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الأسباب الممهدة لحصول الائتلاف وكذلك اختلاف الألسنة والصور وتباين الألوان