للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كان مغفلا لم يكن يدرى ما الحديث، وسأل أبو بكر الخطيب (١) أبا القاسم هبة بن الحسن الطبري عنه فقال: صالح ليس يدفع عن السماع، ولكن كان الغالب عليه إقراء القرآن … وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد اللَّه بن أبي سيف (٢) المدائني، مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي، وهو بصرى سكن المدائن، ثم انتقل عنها إلى بغداد فلم يزل بها إلى حين وفاته (٣)، وهو صاحب الكتب المصنفة، روى عنه الزبير بن بكار وأحمد بن أبي خيثمة والحارث بن أبي أسامة، قال يحيى بن معين غير مرة: اكتب عن المدائني كتبه. وكان أبو العباس ثعلب يقول: من أراد أخبار الجاهلية فعليه بكتب أبى عبيدة، ومن أراد أخبار الإسلام فعليه بكتب المدائني.

ذكر الحارث بن أبي أسامة أن أبا الحسن المدائني سرد الصوم قبل موته بثلاثين (٤) سنة، وأنه كان قارب مائة سنة، فقيل له في مرضه: ما تشتهي؟

فقال: أشتهي أن أعيش! وكان مولده ومنشؤه بالبصرة، ثم صار إلى المدائن بعد حين، ثم صار إلى بغداد فلم يزل بها حتى توفى بها في ذي القعدة سنة أربع وعشرين ومائتين، وكان عالما بأيام الناس وأخبار العرب وأنسابهم، عالما بالفتوح والمغازي ورواية الشعر، صدوقا في ذلك. ذكر غيره أنه مات في سنة خمس وعشرين ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة *


(١) راجع في تاريخ بغداد ٢/ ٣٩٩.
(٢) وقع في م «أبى شعيب» كذا.
(٣) فترجمته من تاريخ بغداد ١٢/ ٥٤.
(٤) وفي تاريخ بغداد «بثلاث».