للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لله دَرُّ ركائب سارت بهم … تَطوي القفار الشاسعات عن الدجى

رحلوا إلى البيت الحرام وقد شجا … قَلْبَ المُتيَّم منهم ما قد شجا

نَزَلُوا بباب لا يَخيب نزيله … وقلوبهم بين المخافة والرجا

جموع ملبية، وأعين باكية، وعَبَرات ساكبة، وألسنة ذاكرة، وقلوب خاشعة، ونفوس خاضعة، وأيدٍ داعية، وجِباه ساجدة.

إليك إلهي قد أتيتُ ملبيًا … فبَارِك إلهي حجتي ودعائيا

قصدتُك مضطرًّا وجئتك باكيًا … وحاشاك ربي أن تَرُد بكائيا

أتيتُ بلا زاد وَجُودك مطمعي … وما خاب مَنْ يهفو لجودك ساعيا

إليك إلهي قد حَضَرْتُ مُؤمِّلًا … خلاص فؤادي من ذنوبي ملبيا

فها هي قوافل حُجاج بيت الله الحرام، وجموع ضيوف الرحمن، ووفود المَلِك العَلَّام، أتت من كل فَجٍّ عميق، أتوا عبر القارات والبحار، وقَطَعُوا الفيافي والأجواء والقفار؛ ليَشهدوا منافع لهم، يدفعهم الإيمان وتقودهم الرغبة، ويحدوهم الشوق، ويُحفزهم الأمل فيما عند الله ﷿؛ استجابة لأمر الله سبحانه لخليله : ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ [الحج: ٢٧].

فيا ضيوف الرحمن، وفود المَلِك العَلَّام، يا مَنْ تجشمتم الصِّعاب، وركبتم المَشاقّ والأخطار، وقطعتم الفيافي والقِفار، والأجواء والبحار، وتركتم الأوطان والأموال والأولاد، لا لشيء إلا لأداء فريضة الحج على الوجه الأكمل والطريق الأمثل؛ هنيئًا لكم سلامة الوصول وحصول المأمول.

أهلًا وسهلًا والسلام عليكمُ … وتحية منا تُزَفّ إليكمُ

أحبابَنا ما أَجْمَلَ الدنيا بكم … لا تَقْبُح الدنيا وفيها أنتمُ

فمرحبًا بوفد الرحمن وضيوف البيت الحرام، فلهم منا أجمل وأسمى تحية وإكبار.

أهلًا وسهلًا بالحجيج ومرحبًا … تزهو بها الدنيا وتَخْضَرّ الرُّبا

غنت طيور الشوق في إحساسه … فلكم أصاخ الكون منه وأطربا

يا حُجاج بيت الله، اتقوا الله واشكروه على ما هيأ لكم من الوصول إلى بيته العتيق،

<<  <   >  >>