للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالت: اسْتأذَنَتْ هَالةُ بِنْتُ خُوَيلِدٍ، أخْتُ خَدِيجَةَ، عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَعَرفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاحَ لِذَلِكَ. فَقَال: "اللَّهُمَّ هَالةُ بِنْتُ خُوَيلِدٍ" فَغِرْتُ فَقُلْتُ: وَمَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ

ــ

القرشي الكوفي، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٤) بابا (عن هشام) بن عروة (عن أبيه) عروة (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من خماسياته (قالت) عائشة: (استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة) رضي الله تعالى عنهما؛ أي طلبت الإذن في الدخول (على رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهالة هي أخت خديجة وزوجة الربيع بن عبد العزى والد أبي العاص زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكروها في الصحابة وهو ظاهر هذا الحديث، وقد هاجرت إلى المدينة لأن دخولها عليه صلى الله عليه وسلم كان بها أي بالمدينة، ويحتمل أن تكون دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة حيث كانت معه عائشة في بعض أحيانه والله أعلم (فعرف) النبي صلى الله عليه وسلم من استئذانها أي تذكر (استئذان خديجة) في حياتها أي صفة استئذان خديجة لشبه صوتها أي صوت هالة بصوت أختها خديجة فتذكر بذلك خديجة.

قال القرطبي: (قوله فعرف استئذان خديجة) أي تذكر عند استئذان هالة أخت خديجة وكأن نغمة هالة كانت تشبه نغمة خديجة، وأصل هذا كله أن من أحب محبوبًا أحب محبوباته وما يتعلق به وما يشبهه اهـ مفهم.

(فارتاح) النبي صلى الله عليه وسلم أي فرح واهتز سرورًا (لذلك) أي لمجيئها لتذكره بها خديجة وأيامها وفي هذا كله دليل لحسن العهد وحفظ الود ورعاية حرمة الصاحب والعشير في حياته ووفاته وإكرام أهل ذلك الصاحب اهـ نووي، وفي البخاري (فارتاع) بالعين المهملة أي فزع وتغير لونه تذكرا لخديجة وأيام حياتها (فقال) صلى الله عليه وسلم (اللهم) هذه (هالة بنت خويلد) لا خديجة، يجوز في هالة الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف أي هذه هالة فاكرمها وأحسن إليها يا إلهي، والنصب على إضمار فعل أي أكرم هالة واحفظها وما أشبه ذلك من التقدير الذي يليق بالمقام اهـ من المفهم، قالت عائشة: (فغرت) أي أخذتني الغيرة لذكره خديجة (فقلت) له صلى الله عليه وسلم: (وما تذكر) ما استفهامية في محل الرفع مبتدأ وجملة تذكر خبره (من عجوز) مفعول

<<  <  ج: ص:  >  >>