للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْ عَجَائِزِ قُرَيشٍ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَينِ، هَلَكَت فِي الدَّهْرِ، فَأَبْدلَكَ اللهُ خَيرًا مِنْهَا!

ــ

تذكر، ومن زائدة و (من عجائز قريش) صفة لعجوز (حمراء الشدقين) صفة ثانية لعجوز أي وأي سبب تذكر لأجله عجوزًا من عجائز قريش حمراء الشدقين أي حمراء شقي الفم وجانبه تعني عجوزة كبيرة جدًّا حتى قد سقطت أسنانها من الكبر ولم يبق لشدقيها بياض شيء من الأسنان إنما بقي فيهما حمرة لثاتها اهـ نووي، وقوله: (هلكت) أي ماتت تلك العجوز (في الدهر) أي في الزمن القديم صفة ثالثة لعجوز، وقوله: (فأبدلك الله) تعالى معطوف على هلكت أي جعل الله لك (خيرًا منها) أي أشب وأجمل منها بدلًا عنها.

قال القرطبي: (وقول عائشة رضي الله تعالى عنها وما تذكر من عجوز من عجائز قريش .. الحديث) قول أخرجه من عائشة فرط الغيرة وخفة الشباب والدلال لم ينكر عليها النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا مما قالت، وقد أخذ بعض العلماء من هذا الحديث أن الغيرى لا تؤاخذ بما يصدر عنها في حال غيرتها، وليس ذلك أخذًا صحيحًا لأن الغيرة هنا جزء السبب لا كل السبب وذلك أن عائشة رضي الله تعالى عنها اجتمع فيها تلك الأمور الثلاثة الغيرة والشباب ولعل ذلك كان قبل بلوغها والدلال وذلك أنها كانت أحب نسائه إليه بعد خديجة فإحالة الصفح عنها على بعض هذه الأمور تحكم لا يقال، إنما يصح إسناد الصفح إلى الغيرة لأنها هي التي نصت عليها عائشة فقالت: فغرت لأنا نقول لو سلمنا أن غيرتها وحدها أخرجت منها ذلك القول لما لزم أن تكون غيرتها وحدها هي الموجبة للصفح عنها بل يحتمل أن تكون الغيرة وحدها ويحتمل أن تعتبر باقي الأوصاف لا سيما ولم ينص النبي صلى الله عليه وسلم على المسقط ما هو فبقي الأمر محتملًا للأمرين فلا تكون فيه حجة على ذلك والله أعلم.

وقوله: (حمراء الشدقين) بكسر الشين وسكون الدال قيل: معناه أنها بيضاء الشدقين، والعرب تسمي الأبيض أحمر كراهة في اسم البياض لأنه يشبه البرص وهذا كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: "يا حميراء لا تأكلي الطين فإنه يذهب بهاء الوجه" يعني يا بيضاء ذكره ابن الجوزي في الموضوعات [٣/ ٣٣] وفيه يحيى بن هاشم، قال يحيى: هو دجال هذه الأمة، وقال ابن عدي: كان يضع الحديث، قال العقيلي: ليس لهذا الحديث أصل ولا يحفظ من وجه يثبت.

[قلت]: وهذا فيه بُعد في هذا الموضع فلو كان الأمر كذلك لقالت عائشة بدل

<<  <  ج: ص:  >  >>