للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ. حدّثني أبُو عَمرٍو، (يَعنِي الأَوزَاعِيَّ)، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بنِ أبِي طَلْحَةَ. حدّثني أنسُ بن مَالِكٍ قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "لَيسَ مِنْ بَلَدٍ إِلا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ. إلا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ. وَلَيسَ نَقْبٌ مِنْ أنْقَابِهَا إلا عَلَيهِ الملائكَةُ صَافِّينَ تَحْرُسُهَا، فَيَنْزِلُ بِالسَّبَخَةِ. فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلاثَ رَجَفَاتٍ. يَخرُجُ إلَيهِ مِنهَا كُلُّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ"

ــ

(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي الأموي مولاهم الدمشقي، ثقة، من (٨) (حدثني أبو عمرو) عبد الرحمن بن عمرو (يعني الأوزاعي) الشامي، ثقة، من (٧) روى عنه في (١٢) بابا (عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة) الأنصاري أبي يحيى المدني، ثقة، من (٤) روى عنه في (٧) أبواب (حدثني أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أنس (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من بلد) من بلدان الأرض، فمن زائدة في النفي تفيد العموم (إلا سيطؤه) أي إلا سيَدْخُلُه (الدجال إلا مكة والمدينة) قيل وكذا في بيت المقدس كما مر (وليس نقب) أي طريق (من أنقابها) أي من طرق المدينة (إلا عليه الملائكة) حالة كونهم (صافين) عليه حالة كون الملائكة (تحرسها) أي تحرس المدينة من الدجال.

قوله: (إلا سيطؤه الدجال) أي يدخله ويدوسه ويفسده، قال الحافظ في الفتح [٤/ ٩٦] هو على ظاهره وعمومه عند الجمهور، وشذ ابن حزم فقال: المراد إلا يدخله بَعْثُه وجنودُه وكأنه استَبْعدَ إِمكانَ دخولِ الدجال جميع البلاد لقصر مدته وغفل عما ثبت في صحيح مسلم أن بعض أيامه يكون قَدْرَ السنة (فينزل) الدجال (بالسبخة) أي بسبخة المدينة، وفي القاموس السبخة محركة ومسكنة أرض ذات نَزّ ومِلْحٍ يقال فيها سبَخَة وسَبْخَة اهـ، قال علي القاري في المرقاة [٦/ ٣٤] السَّبِخة بكسر الباء صفة وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تُنبت إلا بعض الشجر، وبفتحها اسم وهو موضع قريب من المدينة (قلت) ويؤيد الأول حديث أبي سعيد عند البخاري في الفتن "ينزل السباخ التي في المدينة" (فترجف) أي تضطرب (المدينة) وتزلزل (ثلاث رجفات) أي ثلاث اضطرابات أي تصيبها زلازل وليس ذلك من رعب الدجال وإنما هو لإخراج الكفار والمنافقين منها كما قال فـ (يخرج إليه) أي إلى الدجال (كل كافر ومنافق).

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها باب في ذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>