للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَ النَّاضِحُ يَعْقُبُهُ مِنَّا الْخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ وَالسَّبْعَةُ. فَدَارَتْ عُقْبَةُ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاضِحٍ لَهُ. فَأَنَاخَهُ فَرَكِبَهُ. ثُمَّ بَعَثَهُ فَتَلَدَّنَ عَلَيهِ بَعْضَ التَّلَدُّنِ. فَقَال لَهُ: شَأْ. لَعَنَكَ اللهُ. فَقَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ هَذَا اللّاعِنُ بَعِيرَهُ؟ " قَال: أَنَا. يَا رَسُولَ اللهِ. قَال: "انْزِلْ عَنْهُ. فَلَا تَصْحَبْنَا بِمَلْعُونٍ. لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ"

ــ

(وكان الناضح) الواحد (يعقبه) أي يعتقبه ويتناوبه ويتداول على ركوبه (منا الخمسة) أي الخمسة منا أي من الأنصار ومن غيرهم (والستة) منا (والسبعة) منا، والناضح البعير الذي يستقى عليه الماء ثم استعمل في كل بعير مطلقًا، وقوله (يعقبه) بضم القاف من باب نصر فهو يعتقبه أي يتناوب الخمسة منا في ركوبه فيركب واحد عقب الآخر (فدارت) أي وصلت (عقبة رجل) أي نوبة ركوب رجل (من الأنصار على ناضح) كان له إليه، والعقبة بضم العين وسكون القاف النوبة والسيرة أي ركوب هذا نوبة وهذا أخرى حتى وصلت إلى الأخير أي دارت النوبة على الشركاء فيه حتى وصلت إلى صاحب الناضح ومالكه، قال صاحب العين: هي ركوب واحد منهم مقدار فرسخين أو ثلاثة مثلًا (فأناخه) أي فأناخ الرجل البعير فأضجعه ليركبه في نوبته (فركبه ثم بعثه) أي حثه على النهوض والقيام (فتلدّن) أي تلكأ وتباطأ وتوقف البعير (عليه) أي على الرجل (بعض التلدّن) أي بعض التوقف أي شيئًا من التأخر ولم يقم لعجزه وضعفه من السير (فقال) الرجل (له) أي للبعير (شأ) أي قم (لعنك الله) أي طردك الله من رحمته، وقوله (شأ) هكذا هو في نسخ بلادنا بالشين المعجمة، وفي بعض الروايات (سأ) بالسين المهملة وكلاهما صوت يزجر به البعير، يقال شأشأت البعير بالمعجمة وبالمهملة إذا زجرته بقولك شأ أو سأ ليقوم (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) حين سمع لعن الرجل (من هذا اللاعن بعيره؟ قال) الرجل (أنا) اللاعن (يا رسول الله قال) رسول الله للرجل (انزل عنه) أي عن بعيرك (فلا تصحبنا) أي فلا تمش معنا (بـ) بعير (ملعون) لك، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيها الناس (لا تدعوا على أنفسكم) ولا تلعنوها (ولا تدعوا على أولادكم) ولا تلعنوهم (ولا تدعوا على أموالكم) ودوابكم ولا تلعنوها (لا توافقوا) أي لا تدعوا على أي شيء كان موافقين (من الله) سبحانه (ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب) الله (لكم)

<<  <  ج: ص:  >  >>