للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَال: لَا إِلهَ إلا اللهُ. فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ، وَطَعَنْتُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ. قَال: فَلَمَّا قَدِمْنَا، بَلَغَ ذلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَال لِي: يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَال لا إِلهَ إِلا اللهُ؟ قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِثَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا. قَال: فَقَال: أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَال لا إِلهَ إِلا اللهُ؟

ــ

قال أسامة (ولحقت) أي تبعت (أنا ورجل من الأنصار) لم أرَ من ذكر اسمه (رجلًا منهم) أي رجلًا من قوم جهينة (فلما غشيناه) أي فلما غشينا ذلك الرجل وأدركناه (قال) ذلك الرجل الكافر (لا إله إلا الله) محمد رسول الله، لأنها كناية عن الشهادتين، لأنهما اللتان تمنعان من القتل، ولا يبعد أن تكون كلمة التوحيد وحدها مانعة من القتل، لا سيما من مشرك (فكف عنه) أي انكف وامتنع (الأنصاري) عن قتله لما سمع منه كلمة الشهادة (و) أما أنا فقد (طعنت) الرجل (برمحي) وحربتي (حتى) عقرته و (قتلته) أي قتلت ذلك الرجل (قال) أسامة (فلما قدمنا) المدينة ورجعنا إليها (بلغ ذلك) أي وصل خبر قتلي لذلك الرجل (النبي صلى الله عليه وسلم فـ) ـدعاني و (قال لي: يا أسامة أقتلته) -بهمزة الاستفهام التوبيخي التعجبي- أي أقتلت ذلك الرجل (بعد ما قال) أي بعد قوله (لا إله إلا الله) محمد رسول الله (قال) أسامة (قلت) له صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله إنما كان) ذلك الرجل (متعوذًا) أي معتصمًا مني بكلمة لا إله إلا الله لا مؤمنًا بها (قال) أسامة (فقال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة ثانية (أقتلته) يا أسامة (بعد ما قال لا إله إلا الله) أي بعد قوله كلمة الشهادة.

قال النواوي: وأما قول أسامة في الرواية الأولى (فطعنته فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم وفي هذه الرواية (فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أسامة أقتلته) إلخ، وفي الرواية الآتية (فجاء البشير إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره خبر الرجل فدعاه) يعني أسامة فسأله فيمكن الجمع بينها بأن أسامة وقع في نفسه من ذلك شيء بعد قتله ونوى أن يسأل عنه فجاء البشير فأخبر به قبل مقدم أسامة وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بعد قدومهم فسأل أسامة فذكره وليس في قوله فذكرته ما يدل على أنه قاله ابتداءً قبل تقدم علم النبي صلى الله عليه وسلم به والله أعلم انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>