للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨٨٠ - (٢٢٩٧) (٥٢) حدَّثنا زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَعُثمَانُ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. قَالا: حَدَّثَنَا جَريرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ. قَال: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو حِينَ قَدِمَ مُعَاويةُ إِلَى الْكُوفَةِ. فَذَكَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَقَال: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا

ــ

حدود الله تعالى وحقوقه فلا يؤاخذ أحدًا بما يكره كذا في نسيم الرياض.

وقال بعضهم: الحياء هو انقباض النفس خشبة ارتكاب ما يُكره أعم من أن يكون شرعيًّا أو عقليًا أو عرفيًا ومقابل الأول فاسق، والثاني مجنون، والثالث أبله. وقال بعضهم: إن كان أي الحياء في محرم فهو واجب وإن كان في مكروه فهو مندوب دهان كان في مباح فهو العرفي وهو المراد بقوله: الحياء لا يأتي إلا بخير ويجمع كل ذلك أن المباح إنما هو ما يقع على وفق الشرع إثباتًا ونفيًا، وقد تقدم بسط الكلام على الحياء في كتاب الإيمان باب بيان عدد شعب الإيمان فراجعه إن شئت.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٣/ ٧١]، والبخاري في المناقب [٣٥٦٢]، وفي الأدب [٦١٠٢] وباب الحياء [٦١١٩]، وابن ماجه في الزهد باب الحياء [٤٢٣٣].

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أبي سعيد الخدري بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما فقال:

٥٨٨٠ - (٢٢٩٧) (٥٢) (حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالا: حدثنا جرير) بن عبد الحميد (عن الأعمش عن شقيق) بن سلمة الأسدي أبي وائل الكوفي، ثقة مخضرم، من (٢) (عن مسروق) بن الأجدع بن مالك الهمداني الكوفي، ثقة مخضرم، من (٢) روى عنه في (١١) بابا (قال: دخلنا على عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من سداسياته (حين قدم معاوية) بن أبي سفيان من الشام (إلى الكوفة) وعبد الله بن عمرو مع معاوية (فدكر) عبد الله بن عمرو (رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي أخلاقه وفضائله (فقال) عبد الله بن عمرو في ذكر أخلاقه صلى الله عليه وسلم (لم يكن) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فاحشًا) أي ذا فحش في كلامه. وهذا يدل على كثرة حيائه وشدة صفائه، وأصل الفحش هو الخروج عن الحد المشروع، والفواحش عند العرب القبائح (ولا متفحشًا) أي متكلفًا بفعل الفحش. وقال الحافظ في

<<  <  ج: ص:  >  >>