للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن الناس ما تعلم من نفسك ولا تجد عليهم فيما يأتي ثم قال كفى بالمرء عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه ويستحي لهم مما هو فيه ويؤذي جليسه بما لا يعنيه ثم قال يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق قال القاضي في خبر أبي ذر هذا أنواع من الحكم وفوائد العلم والأنباء عن الأمور الحالية (١) والإخبار عن الأيام (٢) الماضية وفيه اعتبار لأولي البصائر والعقول وتنبيه لذوي التمييز والتحصيل وقد روينا في كثير من فصوله روايات موافقة لألفاظه ومعانيه وأخر مضارعة لما اشتمل عليه من الأغراض فيه وروينا في بعض فصوله روايات مخالفة لظاهر ما تضمنه إلا أنها إذا تؤملت (٣) رجعت إلى التقارب إذا اقتضت غلطا من بعض الرواة فأما ما ثبت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قاله وأخبر به فهو الحق الذي لا مرية فيه ولا ريب في صحته والقطع على حقيقة مغيبه (٤) قال القاضي في (٥) خبر أبي ذر ما دل على أن من الأنبياء من أوتي النبوة فأرسل إلى طائفة ومنهم من كان نبيا غير مرسل إلى أحد وقد قال الله تعالى ذكره " وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته " (٦) وروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال إن منكم محدثين وذكر عمر رضوان الله عليه ومن الدعاء المنتشر المستعمل الظاهر على ألسنة خاصة المسلمين وعامتهم اللهم صل على ملائكتك المقربين وعلى أنبيائك والمرسلين وظاهر هذا يقتضي الفصل بين الفريقين وقد أحال هذا بعض المنتسبين إلى علم الكلام ومن يدعي له فريق مفتون به مغرور بمخاريقه وأحال أيضا أن لا يختص


(١) في الجليس الصالح: الخالية
(٢) الجليس الصالح: " الأمور "
(٣) عن الجليس الصالح وبالأصل: تأملت
(٤) عن الجليس الصالح وبالأصل: معينة
(٥) كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين
(٦) سورة الحج الآية: ٥٢