[١٠٢٢٢] يونس بن متّى ذو النّون نبيّ الله، ورسوله، صلى الله عليه وسلّم
وهو من سبط لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام. كان من أهل الشام، من أعمال بعلبكّ. قيل إنه مات وهو صغير «١» ، فسألت أمّه نبيّ الله إلياس عليه السّلام، فدعا الله، فأحياه «٢» ، ولم يكن لها غيره، ونبّىء يونس وله أربعون سنة، وكان من عبّاد بني إسرائيل، فهرب بدينه من الشام، ونزل شاطىء دجلة، فبعثه الله إلى أهل نينوى «٣» .
قال إسحاق بن بشر بأسانيده:
كان يونس عبدا صالحا، لم يكن في الأنبياء أحد أكثر صلاة منه، كان يصلّي كل يوم ثلاثمائة ركعة قبل أن يطعم، وقلّما كان يطعم من دهره. وكان يصلّي كلّ ليلة قبل أن يأخذ مضجعه ثلاثمائة ركعة، وقلّما كان يتوسّد الأرض. فلما أن فشت المعاصي في أهل نينوى، وعظمت أحداثهم بعث إليهم.
عن الحسن قال:
كانت العجائب في بني إسرائيل، ولا يموت نبي حتى يبعث الله نبيا مكانه. وإنّها كانت تكون فيهم الأنبياء الكثيرة.
قال محمّد بن إسحاق «٤» : حدّثني ربيعة بن أبي عبد الرّحمن قال: سمعت ابن منبه اليماني يقول:
إنّ للنبوة أثقالا ومؤونة لا يحملها إلّا القوي، وإن يونس بن متّى كان عبدا صالحا، وكان خلقه ضيقا «٥» ، فلما حملت عليه النبوة تفسّخ تحتها تفسّخ الرّبع «٦» تحت الحمل،
[١٠٢٢٢] انظر أخباره في تاريخ الطبري ١/٣٧٥ والبداية والنهاية ١/٢٦٧ والكامل لابن الأثير ١/٢٣٥.