لعلّ زمانا جار يوما عليهم لهم بالذي تهوى النّفوس يدور «١» فيفرح محزون وينعم يائس ويطلق من ضيق الوثاق أسير
رويدك إنّ اليوم يتبعه غد وإنّ صروف الدائرات تدور
فلما قرأها المتوكل ارتاع وتطيّر وقال: أعوذ بالله من سوء أقداره، ثم دعا بالديراني فقال: من كتب هذه الرقعة؟ قال: لا أدري والله، وأنا منذ نزل أمير المؤمنين هذا الموضع لا أملك من أمر الدير شيئا، يدخله الجند والشاكرية ويخرجون وغاية قدرتي أني متولد في فلاتي، فهمّ بضرب عنقه وخراب الدير فكلمه الجلساء «٢» وقالوا: ليس هذا ممّن يتّهم بالانحراف عنك والميل إلى بني أمية. إنه ليس من أهل هذه الملة. ولم يزل الفتح بن خاقان «٣» يشفع إليه حتى أمسك عنه. ثم بان بعد ذلك أن الذي كتب الأبيات رجل من ولد روح بن زنباع الجذامي، وكانت أمه من موالي هشام.
مات أحمد بن حمدون يوم الثلاثاء النصف من شعبان سنة أربع وستين ومئتين.
[[٩٦١٠] أحمد بن حمزة بن محمد بن حمزة بن خزيمة أبو اسماعيل الهروي الحداد الصوفي، المعروف بعمويه شيخ الصوفية بهراة]
قدم دمشق، وسمع بها، وأطرابلس وغيرها، وصور، ونهاوند، ونيسابور.
حدث عن أبي الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي بسنده عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«إن من الشعر حكمة»
[١٣٩٣٨] .
سافر الكثير، ولقي المشايخ وطاف بالبلاد.
توفي بهراة في غرّة رجب سنة إحدى وأربعين وأربع مئة. وكان مولده سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.