مساعد والمقاساة لخصم معاند غلب القضاء وقل العزاء وبرح الخفاء والله شاهد على ما ترى ورقيب على ما يخفى ثم ولت مدبرة فوالله يا أمير المؤمنين ما استحلي طيبا إلا غصصت به ولا أرى حسنا إلا سمج في عيني لتشكيها فقال سليمان كاد الجهل أن يستفزني والصبا أن يعاودني لسحر ما رأيت وحسن ما سمعت أبا زيد أتدري من تلك هي الزلفاء باعها أمير المؤمنين بألف ألف درهم وهي عاشقة لمن باعها وأمير المؤمنين عاشق لها والله لا مات من يموت إلا بحسرتها ولا يفارق الدنيا إلا بغصتها قم (١) أبا زيد واكتم المفاوضة يا غلام نعله وأمر بإخراجه
٨٥٣٩ - أبو زيد الدمشقي حكى عن عمر بن عبد العزيز روى عنه هشام بن عبيد الله الرازي أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأ أبو بكر بن الطبري أنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان أنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد وهو ابن الحسين البرجلاني نا هشام بن عبيد الله الرازي نا أبو زيد الدمشقي قال لما ثقل عمر بن عبد العزيز دعي له طبيب فلما نظر إليه قال أرى الرجل قد سقي السم ولا آمن عليه الموت فرفع عمر بصره فقال ولا تأمن الموت أيضا على من لم يسق السم قال الطبيب هل حسست بذلك يا أمير المؤمنين قال نعم قد عرفت حين وقع في بطني قال فتعالج يا أمير المؤمنين فإني أخاف أن تذهب نفسك قال ربي خير مذهوب إليه والله لو علمت أن شفائي عند شحمة أذني ما رفعت يدي إلى أذني فتناولته اللهم خر لعمر في لقائك قال فلم يلبث إلا أياما حتى مات رحمه الله ٨٥٤٠ أبو زيد شيخ كان بمكة حكى عن عمر بن عبد العزيز ووفد عليه روى عنه عبد الله بن رجاء الغداني