شهد بدرا مع المشركين، وأسلم بعد ذلك، ووفد على معاوية، روى الشعر.
قال: قدم على معاوية رجل يقال له: هوذة، فقال له معاوية: هل شهدت بدرا؟ قال:
نعم يا أمير المؤمنين، علي، لا لي «٣» ، قال: فكم أتى عليك؟ قال: أنا يومئذ قمد قمدود «٤» ، مثل الصفا والجلمود، كأني أنظر إليهم، وقد صفّوا لنا صفا طويلا، وكأني أنظر إلى بريق سيوفهم كشعاع الشمس من خلال السحاب، فما أشفقت «٥» حتى غشيتنا عادية القوم، في أوائلهم علي بن أبي طالب، ليثا، عبقريا «٦» ، يفري الفريا «٧» ، وهو يقول: لن يأكلوا التمر ببطن مكة، لن يأكلوا التمر ببطن مكة، يتبعه حمزة بن عبد المطلب، في صدره ريشة بيضاء، قد أعلم بها، كأنه جمل يخطم بنساء، فرغت عنهما، وأحالا على حنظلة- يعني أخا معاوية- عمل ولا كفران لله زلت «٨» ، فليت شعري متى أرحت، يا هوذة؟ قال: والله يا أمير المؤمنين، ما أرحت حتى نظرت إلى الهضبات من أرثد «٩» ، فقلت: ليت شعري، ما فعل حنظلة؟ فقال له معاوية: أنت بذكرك لحنظلة كذكر الغني أخاه الفقير، فإنه لا يكاد يذكره إلا وسنان أو متواسنا.