للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ائت المسجد فانظر هل حدث أمر فرجع فقال صلى الأمير ودخل وانصرف ولم يحدث إلا خير قال المعافي قول زياد للأحنف تنازعني (١) فيه مخلوجة أي تعترضني فيه عارضة متعرجة ليست على سمت ولا استقامة فتقطعني عن الاستمرار فتجذبني عن الانحراف إلى المحجة إلى الشبهة المؤدية إلى الحيرة قال امرؤ القيس: * نطعنهم سكى ومخلوجة * كرك لأمين على نابل (٢) * ويروي كركلامين وفي رواية هذا البيت وتغييره اختلاف وشرحه مستقصى في غير (٣) هذا الموضع وأصل الاختلاج الاقتطاع والاختداب ومنه سمي الخليج خليجا لأنه مخلوج من البحر ومعظم الماء بمنزلة مجروح وجريح ومقتول وقتيل وقوله وأنا على صريمة أي على أمر أنا قاطع عليه وواثق به من صرم الحبل إذا قطع فصريمة ذاك مقطوع عليها غير مرتاب بها ومن ذلك قول الأعشى: * وقد كان دعا قومه دعوة * هلم إلى أمركم قد صرم (٤) * أي قطع وأحكم وفي هلم لغتان أفصحهما اللغة الحجازية وهي هلم للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث على اختلاف أهل اللغة في جمع المؤنث فمنهم من يقول أهلمن ومنهم من يقول هلممي (٥) وأما أهل الحجاز فلغتهم هلم في المواضع كلها على ما قدمنا ذكره وبنو تميم وأهل نجد يقولون هلما وهلموا وهلمي وهلمن وهلممن وقد روي بيت الأعشى على اللغتين الحجازية والتميمية هلما إلى أمركم وهلموا إلي وجاء القرآن في هذا بلغة الحجاز قال الله تعالى ذكره " قل هلم شهداءكم " (٦) وقال تبارك اسمه " والقائلين لإخوانهم هلم إلينا " (٧)


(١) بالأصل: " الأحنف ما رعنى " صوبنا العبارة عن الجليس الصالح
(٢) البيت في ديوان امرئ القيس ط بيروت ص ١٤٨ وفيه: سلكى: أي طعنا مستويا أو أمام الوجه واللأم: السهم
(٣) الزيادة عن الجليس الصالح
(٤) البيت في ديوان الأعى ط بيروت ص ٢٠١ وفيه: رهطه بدل قومه
(٥) في الجليس الصالح: هلممن
(٦) سورة الأنعام الآية: ١٥٠
(٧) سورة الأحزاب الآية: ٤٨