للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فرسا وقوي أبو الهيذام وأقام الناس إلى يوم السبت ولم يعرض لإسحاق فلما كان يوم السبت لمستهل صفر قدم إبراهيم بن حميد المروروذي من حوران في جنوده وضم إليه إسحاق جندا فعسكر عندقصر الحجاج من موقف الإبل إلى مضمار أهل دمشق فأقاموا إلى يوم الإثنين وأوقد أبو الهيذام على مانع خلاطه وهو جبل وأوقد أهل اليمن على جبل دير مران (١) فلما كان يوم الثلاثاء جاءت القين تنصر أبا الهيذام وجاء عطية السعدي مددا لأبي الهيذام من حوران فلما كان يوم الخميس جاء ابن حمير في اليمن من الأردن فنزل داريا وإلى جانبهم قرية لقيس يقال لها بلاس (٢) فآغار عليهم وقد كان أهل داريا أعطوهم ذمة فأغار واحرق وجاء أهل بلاس يركضون إلى أبي الهيذام معهم دروع النساء ونواصيهن فدعا ابنه خريما فعقد له ووجهه إليهم وكانت القين نزلت راوية (٣) قرية لقيس عليهم ابن الرميح فبلغهم خبر أهل بلاس فخرجت القين مبادرة لخيل خريم فتوافوا جميعا فحمل خريم من الشرقي وابن الرميح من الغربي على ابن حمير فانهزم ابن حمير وقتل أصحابه وأحرقوا في داريا دورا ثم رجعوا إلى أبي الهيذام فلما أصبح أبو الهيذام يوم الجمعة وجه إلى داريا فانتهبوها وسقط يومئذ وزر بن جابر عن فرسه فمات وكان من فرسان قيس فرجعوا فأقامت القين إلى يوم الاثنين ثم انصرفوا ولم يشهدوا مع أبي الهيذام وقعة غيرها وقد أصابوا من داريا فلم يسألهم أبو الهيذام عن شئ منه فلما انصرف القين أغار ابن معتوف (٤) على قصر لعثمان بن عمارة أخي أبي الهيذام في قرية يقال لها القطبعة فأحرقه وهدمه فسار أبو الهيذام يوم الثلاثاء إلى بيت الآبار (٥) فيه أشرافهم فهزمهم وأحرق ما حوله ثم سرح يوم الأربعاء إلى عين ثرماء (٦) على فرسخ من دمشق وأخرب قرى ابن


(١) بالاصل وم: " دير مراي " والصواب ما أثبت وهو دير كبير بالقرب من دمشق على تل مشرف (معجم البلدان)
(٢) بلاس: بلد بينه وبين دمشق عشرة أميال (ياقوت)
(٣) راية: قرية في غوطة دمشق
(ياقوت)
(٤) في المطبوعة: ابن معيوف
(٥) قرية يضاف إليها كورة من غوطة دمشق في عدة قرى (ياقوت)
(٦) بالاصل وم: " عين يوما " والمثبت عن المطبوعة وهي قرية في غوطة دمشق (ياقوت)