للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال له ليست لي بينة ولكني استحلفك عند قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومنبره فلما رأى عبد الله الجد قال بئس الضيف أنت ما طرقنا طارق ولا نزل بنا نازل أعظم بلية منك أتحلفني فيقول الناس اضطهد عبد الله ضيفه وقهره وألجأه إلى أن أستحلفه أما والله ليعلمن الله أني سائله (١) في هذا الأمر الصبر وحسن العزاء ثم أمر قهرمانه بقبض المال منه وبتجهيز الجارية بما يشبهها من الثياب والخدم والطيب فجهزت بنحو من ثلاثة آلاف دينار وقال هذا لك ولها عوضا مما الطفتنا والله المستعان فقبض العراقي الجارية وخرج بها فلما برز من المدينة قال لها يا عمارة إني والله ما ملكتك قط ولا أنت لي ولا مثلي يشتري جارية بعشرة الاف دينار وما كنت لأقدم على ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأسلبه أحب الناس إليه لنفسي ولكني دسيس من يزيد بن معاوية وأنت له وفي طلبك بعث بي فاستتري (٢) مني وإن داخلني الشيطان في امرك أو تاقت (٣) نفسي إليك فامتنعي ثم مضى بها حتى ورد دمشق فتلقاه الناس بجنازة يزيد وقد استخلف ابنه معاوية بن يزيد فأقام الرجل أياما ثم تلطف للدخول عليه فشرح له القصة ويروى أنه لم يكن أحد من بني أمية يعدل بمعاوية بن يزيد في زمانه نبلا ونسكا فلما أخبره قال هي لك وكلما دفعه إليك في أمرها فهو لك وارحل من يومك ولا اسمع بخبرك في شئ من بلاد الشام فرحل العراقي ثم قال للجارية إني قلت لك ما قلت حين خرجت بك من المدينة وأخبرتك أنك ليزيد وقد صرت لي وأنا اشهد الله أنك لعبد الله بن جعفر وأني قد رددتك عليه فاستتري (٢) من ثم خرج بها حتى قدم المدينة فنزل قريبا من عبد الله بن جعفر فدخل عليه بعض خدمه فقال له هذا العراقي ضيفك الذي صنع بنا ما صنع وقد نزل العرصة لا حياه الله فقال عبد الله مه أنزلوا الرجل وأكرموه فلما استقر بعث إلى عبد الله جعلت فداك إن رأيت أن تأذن لي أذنة خفيفة لأشافهك بشئ فعلت فأذن له فلما دخل سلم عليه وقبل يده وقربه عبد الله ثم اقتص له القصة حتى فرغ ثم قال قد والله وهبتها لك قبل أن أراها أو أضع يدي عليها فهي لك ومردودة عليك وقد علم الله أني


* (١) بالاصل وم: سائليه والمثبت عن الجليس الصالح وفي المطبوعة: ساءلته
(٢) عن الجليس الصالح وبالاصل وم: فاشتري
(٣) في الجليس الصالح: وتافت