للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الفضل بن العباس أبو الفضل الربعي نا إبراهيم بن عيسى الهاشمي قال قال علوية أمرني المأمون وأصحابي أن نغدو عليه بعد قرب فلقيني عبد الله بن إسماعيل صاحب المراكب (١) فقال يا أيها الرجل الظالم المعتدي أما ترحم ولا ترق ولا تستحي من عريب هي هائمة بك وتحتلم عليك في كل ليلة ثلاث مرات قال علوية وكانت عريب أحسن الناس وجها وأظرف الناس وأفكه وأحسن غناء مني ومن صاحبي مخارق فقلت له مر حتى أجئ معك فحين دخلت قلت له استوثق من الأبواب فإني أعرف الناس بفضول الحجاب فأمر بالأبواب فأغلقت ودخلت فإذا عريب جالسة على كرسي بين يديها ثلاث قدور زجاج فلما رأتني قامت إلي ثم قالت ما تشتهي تأكل قلت قدرا من هذه القدور فأفرغت قدرا منها بيني وبينها فأكلنا ثم قالت يا أبا الحسن أخرجت البارحة شعرا لأبي العتاهية فاخترت منه شعرا قلت ما هو قالت (٢) * وإني لمشتاق إلى ظل صاحب * يروق (٣) ويصفو إن كدرت عليه عذيري من الإنسان لا إن جفوته * صفا لي ولا إن كنت طوع يديه * فصيرناه فجلسنا فقالت بقي علي فيه شئ فأصلح قلت ما فيه شئ قالت بلى في موضع كذا فقلت أنت أعلم فصححناه جميعا ثم جاء الحجاب فكسروا الباب فاستخرجت فأدخلت على المأمون فأقبلت أرقص من أقصى الصحن وأصفق بيدي وأغني الصوت فسمع وسمعوا ما لم يعرفوه فاستظرفوه فقال المأمون أدن يا علوية فدنوت فقال رد الصوت فرددته سبع مرات فقال أنت الذي تشتاق إلى ظل صاحب يروق ويصفو إن كدرت عليه فقلت نعم فقال خذ مني الخلافة وأعطني هذا الصاحب بدلها وسألني عن خبري فأخبرته فقال قاتلها الله فهي أجل أبزار من أبازير الدنيا ذكر أبو علي الحسين بن الفهم الكوكبي أنا ابن أبي سعد نا عيسى بن


(١) في الأغاني: صاحب المراكبي مولى عريب
(٢) البيتان ليسا في ديوان أبي العتاهية وهما في الجليس الصالح ٣ / ٣١ والأغاني ١١ / ٣٤٦ وهما في ربيع الأبرار ١ / ٤٧٢ منسوبين لعبيد الله بن عبد الله بن طاهر
(٣) الأصل: " صاحبي فيروق " والمثبت لتقويم الوزن عن المصادر