للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لو لم يكن لبني اسد منقبة غير الكميت لكفاهم حببهم إلى الناس وأبقى لهم ذكرا وأخرج فضائلهم التي غاص عليها البحار ولولاه لما عرف الناس قبائل نزار من غيرها ولا فضائلها قال محمد وأنبانا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عرفة أنبأنا المبرد عن الزيادي قال كان عم الكميت رئيس قومه فقال له يوما يا كميت لم لا تقول الشعر ثم أخذه فأدخله ماء كان لهم وقال لا أخرجنك منه أو تقول الشعر فمرت به قبرة فأنشأ متمثلا يقول: يا لك من قبرة بمعمر * خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري فقال له عمه إنما حلفت أنك تقول شعرا وقد قلته فاخرج فقال والله لا خرجت من الماء أو أقول شعرا لنفسي فما رام من الماء حتى قال قصيدته المشهورة وهي أول شعره ثم غدا على عمه فقال له اجمع لي العشيرة ليسمعوا قولي فجمع له العشيرة ثم قام فأنشد (١) : طربت وما شوقا إلى البيض أطرب * ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب ثم قال له عمه ثم ماذا فقال: ولم تلهني دار ولا ربع (٢) منزل * ولم يتطر بني بنان مخضب فقال له عمه ثم ماذا فقال: ولا أنا ممن يزجر الطير همه * أصاح غراب أم يعرض ثعلب (٣) ولا السانحات البارحات عشية * أمر سليم القرن أم مر أعضب (٤) فقال له عمه فأي شئ فقال: ولكن ألى أهل الفضائل والنهى (٥) * وخير بني حواء والخير يطلب


(١) الخبر برواية مختلفة في الأغاني ١٧ / ٢٨ وانظر شرح هاشميات الكميت لأبي رياش القيسي
(٢) في شرح هاشميات الكميت: رسم منزل
(٣) يقول: لست ممن همه زجر الطير لأني جربت الأمور
وتعرض ثعلب أي أخذ يمينا وشمالا
(٤) السانح: الذي يجئ من يسارك إلى يمينك ويوليك ميامنه والأغضب: المكسور أحد قرنيه
(٥) النهي: العقول: واحدها: نهية