للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال (١) وحكي لي عن عبد الواحد بن بكر حدثني محمد بن عبد العزيز قال سمعت أبا عبد الله الرملي يقول تكلم أبو حمزة في جامع طرسوس فقبلوا فبينا هو ذات يوم يتكلم إذ صاح غراب على سطح الجامع فزعق أبو حمزة وقال لبيك لبيك فنسبوه إلى الزندقة وقالوا حلولي زنديق فشهدوا وأخرج وبيع فرسه بالمناداة على باب الجامع هذا فرس الزنديق فذكر أبو عمر (٢) البصري قال أتبعته والناس وراءه يخرجونه من باب الشام فرفع رأسه إلى السماء وقال * لك من قلبي المكان المصون * كل عتب علي فيك يهون * أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي قال سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول سمعت يوسف بن عمر الزاهد يقول سمعت محمد بن الحسين الآجري يقول سمعت عبد الله بن محمد العطشي يقول سمعت أبا حمزة يقول من ذاق حلاوة عمل صبر على تجرع مرارة صرفه ومن صفت فكرته استلذ ذوقه واستوحش ممن يشغله أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيان أنبأنا أبو بكر بن خلف أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال سئل أبو حمزة البغدادي هل يتفرغ المحب إلى شئ سوى محبوبه فقال لا لأنه بلاء دائم وسرور منقطع وأوجاع متصلة لا يعرفها إلا من باشرها وأنشد * يقاسي المقاسي شجوه دون غيره * وكل بلاء عند لاقيه أوجع * قال وسمع أبو حمزة رجلا من اصحابه وهو يلوم بعض إخوانه على إظهاره وجده وغلبة الحال عليه وإظهار سره في مجلس فيه بعض الأضداد فقال أبو حمزة أقصر يا أخي فالوجد الغالب يسقط التمييز ويجعل الأماكن كلها مكانا واحدا والأعيان عينا واحدة لا لوم على من غلب عليه وجده فاضطره إلى ذلك وما أحسن ما قال ابن الرومي * فدع المحب من الملامة إنها * بئس الدواء الموجع مقلاق * * لا تطفئن جوى بلوم إنه * كالريح يفري النار بالإحراق * أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب قال قرأت في كتاب أبي بكر


(١) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الاولياء ١٠ / ٣٢١
(٢) في حلية الاولياء: وحكى لي عبد الواحد
(٣) كذا بالاصل وم وت ود وفي الحلية: أبو عمرو