للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلم يزل يدان حتى أغرق ماله كله في الدين قال فأتى النبي (صلى الله عليه وسلم) فكلم غرماءه فلو تركوا لأحد من أجل أحد لتركوا معاذا من أجل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فباع لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ماله حتى قام معاذ بغير شئ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل وأبو محمد هبة الله بن سهل الفقيهان قالا أنا أبو عثمان البحيري أنا أبو عمرو بن حمدان أنا الحسن بن سفيان نا إبراهيم بن معاوية البصري (١) نا هشام بن يوسف قاضي اليمن عن معمر عن ابن شهاب عن ابن كعب بن مالك عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حجر على معاذ ماله وباعه في دين كان عليه وهذه الآثار مختصرة مما أخبرناه أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي (٢) أنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا أحمد بن منصور نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك قال كان معاذ بن جبل شابا جميلا سمحا من خيار شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه حتى دان عليه دين أغلق ماله فكلم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أن يكلم له غرماءه ففعل فلم يضعوا له شيئا فلو ترك لأحد بكلام أحد لترك لمعاذ بكلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فدعاه النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم يبرح أن باع ماله وقسمه بين غرمائه قال فقام معاذ ولا مال له قال فلما حج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعث معاذا إلى اليمن ليجبره قال فكان أول من تجر في هذا المال معاذ قال فقدم على أبي بكر من اليمن وقد توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاءه عمر وقال هل لك أن تعطيني تدفع هذا المال إلى أبي بكر فإن أعطاكه فاقبله قال فقال معاذ لم أدفعه إليه وإنما بعثني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليجبرني فلما أبى عليه انطلق عمر إلى أبي بكر (٣) فقال أرسل إلى هذا الرجل فخذ منه ودع له فقال أبو بكر ما كنت لأفعل إنما بعثه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليجبره فلست آخذ منه شيئا


(١) إعجامها مضطرب بالاصل وتقرأ: النضري والمثبت عن د وم و " ز "
(٢) رواه البيهقي في دلائل النبوة ٥ / ٤٠٥ - ٤٠٦
(٣) الزيادة استدركت عن هامش الاصل وبعدها صح