للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النجار إلى موضعه رد الله عليه لسانه فتكلم فانطلق أيضا يريد الأمناء فأتاهم ليخبرهم فأخذ الله لسانه وبصره فلم يطق الكلام ولم يبصر شيئا فضربوه وأخرجوه من عندهم لا يبصر شيئا فوقع في وادي (١) يهوي فيه حيران فجعل لله إن رد عليه لسانه وبصره أن لا يدل عليه وأن يكون معه يحفظه حيث ما (٢) كان فعرف الله منه الصدق فرد الله عليه بصره ولسانه فخر لله ساجدا قال يا رب دلني على هذا العبد الصالح فدله الله عليه فخرج من الوادي فآمن به وصدق به (٣) وعلم أن ذلك من الله وانطلقت (٤) أم موسى بالتابوت إلى منزلها فمهدت فيه لموسى ثم لفته في الخرق ثم أدخلته التابوت فأطبقت عليه فنظرت السحرة والكهنة إلى نجم موسى فإذا نجمه ورزقه قد غاص في الأرض وخفي عليهم نجمه وذلك حين أدخلته أمه في التابوت فخفي ذلك على الكهنة فلما أبصروا ذلك فرحوا فرحا شديدا ورفعوا أصواتهم بالغناء والزفن (٥) فأسرعوا البشارة إلى فرعون وهم يظنون أنهم قد ظفروا بحاجتهم وأن موسى قد قتل فيمن قتل من ولدان بني إسرائيل فقالوا أيها الملك إن نجم المولود الذي تحذر منه غاص في الأرض وذهب رزقه قال ففرح فرعون فرحا شديدا وذهب عنه الغم وظن أنه قد استراح منه قال فأمر للكهنة والسحرة بالجوائز والكسوة ثم أمر بالجهاز والخروج من الإسكندرية وكان لفرعون يومئذ ابنة لم يكن له ولد غيرها وكانت من أكرم الناس عليه وكان لها كل يوم ثلاث حاجات ترفعها إلى فرعون وكان بها برص شديد مسلخة برصا وكان فرعون قد جمع لها أطباء مصر والسحرة فنظروا في أمرها فقالوا أيها الملك إنها لا تبرأ إلا من قبل البحر يؤخذ منه شئ شبه الإنسان فيؤخذ من ريقه فيلطخ به برصها فتبرأ من ذلك وذلك في يوم كذا وكذا حين تشرق الشمس فلما كان يوم الإثنين غدا فرعون إلى مجلس كان له على شفير النيل ومعه آسية امرأته ابنة مزاحم ينظرون إلى النيل وأقبلت ابنة فرعون في جواريها حتى جلست على شاطئ النيل فبينا هي كذلك مع جواريها تنضح الماء على وجوههن وتلاعبهن قال وعمدت أم موسى إلى التابوت فقذفته في النيل قال


(١) كذا بالاصل و " ز " ود وم: وادي بإثبات الياء
(٢) كذا بالاصل ود و " ز " وم: " حيث ما " والوجه: حيثما
(٣) الاصل: وصدقه والمثبت عن د و " ز " وم
(٤) الاصل ود و " ز " وم: فانطلقت
(٥) الزفن يقال زفن يزفن زفنا: رقص ولعب (تاج العروس)