الموت بترديده رسوله ملك الموت إلى نبيه موسى عليهما السلام فيما كرهه من نزول الموت به لطفا منه بصفيه وعطفا عليه والتردد على الله سبحانه غير جائز وإنما هو مثل تقرب به معنى ما أراده إلى فهم السامع والمراد به ترديد الأسباب والوسائط من رسول أو شئ غيره كما شاء سبحانه تنزه عن صفات المخلوقين وتعالى عن نعوت المربوبين الذين يعتريهم في أمورهم الندم والبداء ويختلف بهم العزائم والآراء " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير "(١) أنبأنا أبو الوحش سبيع بن المسلم وأبو تراب حيدرة بن أحمد قالا نا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن محمد بن أحمد أنا أحمد بن سندي أنا الحسن بن علوية أنا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق عن سعيد عن قتادة عن الحسن قال مات موسى فلم يدر أحد من بني إسرائيل أين قبره وأين توجه فماج الناس في أمره فقال ما نرى رسول الله رجع ورأوه حين خرج فلبثوا بذلك ثلاثة أيام لا ينامون الليل يموج بعضهم في بعض فلما كان بعد ثالثة غشيتهم سحابة على قدر محلة بني إسرائيل وسمعوا فيها مناديا ينادي يقول بأعلى صوته مات موسى وأي نفس لا تموت يكرر ذلك القول حتى فهمه الناس فعلموا أنه قد مات فلم يعرف أحد من الخلائق أين قبره قال وأنا إسحاق عن محمد بن إسحاق يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال ما اطلع أحد على قبر موسى إلا الرخمة فنزع الله عقلها لكي لا تدل عليه قال وأنا إسحاق أنا سعيد عن قتادة عن الحسن قال لو علمت بنو إسرائيل قبر موسى وهارون لاتخذوهما إلهين من دون الله أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قال وجدت في بعض مسموعات الشيخ الشهيد والدي أبي نصر أنا أبو الحسن محمد بن محمد ابن هارون الزوزني بها أنا أبو علي محمد بن أحمد بن زيرك السجزي التاجر قال قرأت على أبي شاكر المنتجع بن عمارة عن محمد بن مرقش عن أبي حذيفة إسحاق بن القرشي عن سعيد عن قتادة عن الحسن قال لو علمت بنو إسرائيل قبر موسى وهارون لاتخذوهما إلهين من دون الله