للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

البوك فذكر له أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) وقف على ماء يحير (١) في عين تبوك فقال أنتما عليها تبوكانها منذ اليوم (٢) يريد تثورانها فحد أبو بكر بن حزم أبا الحارث فقال له أبو الحارث وهو يحده يا أبا حزم تضربني قلاظا فقال ابن حزم احفظ هذه الكلمة أيضا حتى نسأل عنها فقال له أبو الحارث أتكلفني يا بن حزم أن أعلمك كلام مضر والقلاظ الظلم قال وانتهى بعد ذلك إلى أبي بكر بن حزم أن البوك خرج غير المخرج الذي حد عليه أبا الحارث فأشهد أنه قد درأ عنه الحد (٣) قال ابن وهب (٤) قال لي مالك بن أنس ما رأيت مثل أبي بكر بن حزم أعظم مروءة ولا أتم حالا ولا رأيت مثلما أوتي (٥) ولاية المدينة والقضاء والموسم وكان يقول لإبنه عبد الله إني أراك تحب الحديث وتجالس أهله فلا (٦) تستقبل صدر الحديث إذا سمعت عجزه استدل بأعجازها على صدورها وفي رواية يا بني إنك حديث السن وإنك تجالس الناس فاسمع ما يسأل عنه ولا تسأل فإن فاتك شئ من أول الحديث تستدل على أوله بآخره (٧) أخبرنا (٨) معن حدثنا مالك بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه رأى أبا بكر بن حزم يقضي في المسجد معه حرسيان مستندا (٩) إلى الأسطوان على القبر


(١) حار الماء وتحير: تردد
(٢) كذا في مختصر أبي شامة والعبارة في الروض الانف ٤ / ١٩٥ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر الناس ألا يمسوا من مائها (العين) شيئا فسبق إليها رجلان وهي تبض بشئ من مائها فجعلا يدخلان فيها سهمين ليكثر ماؤها فسبهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لهما: ما زلتما تبوكانها منذ اليوم
قال: وبذلك سميت العين تبوك
(٣) عقب أبو شامة في مختصره بعد ذكره الخبر بقوله: قلت يعني أن البوك لفظ مشترك كما يستعمل بمعنى الجماع يستعمل أيضا بمعان أخرى كالبيع والشراء وتدوير البندقة على ما حكام أئمة اللغة في كتبهم
وإذا كان كذلك لم يتعين للقذف والله أعلم
راجع تاج العروس: بوك
(٤) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ٢١ / ١٠٥ وسير الاعلام ٥ / ٣١٤
(٥) في مختصر ابن منظور: " أولي "
(٦) في مختصر أبي شامة: " ولا " والمثبت عن تهذيب الكمال
(٧) قال أبو شامة: وفي طبقات ابن سعد: أنا معن بن عيسى حدثني سعيد بن مسلم قال: رأيت ابا بكر بن حزم يقضي في المسجد في زمان عمر بن عبد العزيز يعني في ولاة عمر على المدينة للوليد بن عبد الملك
(٨) القائل: ابن سعد وليس الخبر التالي في الطبقات الكبرى المطبوع
(٩) في مختصر أبي شامة: مستسندا