للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولما أنذره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالنار قال أبو لهب إن كان ما يقوله حقا فإني أفتدى بمالي وولدي فقال الله عز وجل " ما أغني عنه ماله وما كسب (١) أي ما دفع عنه عذاب الله ما جمع من ماله " وما كسب " يعني ولده لأن ولده من كسبه ثم أوعده الله بالنار فقال " سيصلى نارا ذات لهب " (٢) يعني نارا تلتهب عليه وفي حديث آخر عن طارق بمعناه قال فلما أسلم الناس وهاجروا خرجنا من الربذة نريد المدينة نمتار من تمرها فلما دنونا من حيطانها ونخلها قلنا لو نزلنا فلبسنا ثيابا غير هذه إذا رجل في طمرين (٣) له فسلم وقال من أين أقبل القوم قلنا من الزبذة قال وأين تريدون قلنا نريد هذه المدينة قال ما حاجتكم فيها قالوا نمتار من تمرها قال قال ومعنما ظعينة لنا ومعنا جمل أحمر مخطوم (٤) فقال أتبيعون جملكم هذا قالوا نعم بكذا وكذا صاعا من تمر قال فما استوضعنا (٥) مما قلنا شيئا فاخذ بخطام الجمل فانطلق فلما توارى (٦) عنا بحيطان المدينة ونخلها قلنا ما (٧) صنعنا والله ما بعنا جملنا ممن نعرف ولا أخذنا له ثمنا قال تقول المرأة التي معنا والله لقد رأيت رجلا كأن وجهه شقة القمر ليلة البدر أنا ضامنة لثمن جملكم إذ أقبل رجل فقال أنا رسول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا تمركم فكلوا واشبعوا واكتالوا واستوفوا فأكلنا حتى شبعنا واكتلنا واستوفينا ثم دخلنا المدينة فدخلنا المسجد فإذا هو قائم على المنبر يخطب الناس فأدركنا من خطبته وهو يقول تصدقوا فإن الصدقة خير لكم اليد العليا خير من السفلى زاد في رواية وابدأ بمن تعول (٨) أمك واباك وأختك واخاك وأدناك أدناك إذ أقبل رجل في نفر


(١) سورة المسد الاية: ٢
(٢) سورة المسد الاية: ٣
(٣) الطمر: الثوب الخلق
(٤) مخطوم أي مزموم والخطام: الزمام
(٥) أي أنه لم يساومنا في ثمنه ولم يطلب منا أن نضع له في الثمن
(٦) في مختصر أبي شامة: وارى
(٧) في مختصر أبي شامة: أما صنعنا
(٨) الزيادة عن مختصر ابن منظور