للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقالت الأرض ما نريد أن تنقصني إن الله يخلق مني خلقا فيعصيه ذلك الخلق فيعاقبني منه عقوبة فأعوذ بالله منك قال فرجع إلى ربه ثم بعث اخر فكان من قصته مثل ذلك وبعث اخر قال وقال محمد بن إسحاق ومقاتل إن الأول كان إسرافيل والثاني ميكائيل والثالث ملك الموت فلما ذهب ملك الموت ليقبض منها استعاذت منه فقال ملك الموت أرى طاعة ربي أوجب علي من رحمتي إياك قال فحمل منه تربة حتى أتى بها ربه عز وجل أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق أنا أبي أبو عبد الله أنا أحمد بن محمد بن عاصم نا عبد الله بن محمد بن النعمان نا عمرو بن حماد نا أسباط بن نصر عن السدي ذكره عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن عبد الله بن مسعود وعن أناس من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (١) لما فرغ الله من خلق ما أحب استوى على العرش وقال للملائكة " إني جاعل في الأرض خليفة " إلى قوله " إني أعلم ما لا تعلمون " (٢) من شأن إبليس فبعث جبريل عليه السلام إلى الأرض ليأتيه بطين منها فقالت الأرض إني أعوذ بالله منك أن تنقص مني أو تشينني (٣) فرجع ولم يأخذ فقال يا رب إنها عاذت بك فأعذتها فبعث ميكائيل فقالت مثل ذلك فأعاذها (٤) فرجع فقال كما قال جبرئيل (٤) فبعث ملك الموت فعاذت منه فقال وأنا أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمره فأخذ من وجه الأرض وخلط فلم يأخذ من مكان واحد وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء فلذلك خرج بنو ادم مختلفين فصعد به فبل ترابه حتى عاد طينا لازبا واللازب هو الذي يلتزق بعضه ببعض ثم لم يزل (٥) حتى أنتن وتغير فلذلك حين يقول " من حماء مسنون " (٦) قال منتن


(١) الخبر في تاريخ الطبري ١ / ٩٠
(٢) سورة البقرة الاية: ٣٠
(٣) في الطبري: مني شيئا وتشينني
(٤) الزيادة عن تاريخ الطبري
(٥) الطبري: ثم ترك
(٦) سورة الحجر الاية: ٢٦