للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أذن معاوية بن أبي سفيان للناس يوما فكان فيمن دخل عليه فتى من بنى عذرة فلما أخذ الناس مجالسهم قام الفتى العذري بين السماطين ثم أنشأ يقول * معاوي يا ذا الفضل والحلم والعقل * وذا البر والإحسان والجود والبذل أتيتك لما ضاق في ألأرض مذهبي * وأنكرت مما قد أصبت به عقلي ففرج كلاك الله عني فإنني * لقيت الذي لم يلقه أحد قبلي وخذ لي هداك الله حقي من الذي * رماني بسهم كان أهونه قتلي وكنت أرجي عدله إذ أتيته * فأكثر تردادي مع الحبس (١) والكبل (٢) فطلقتها من جهد ما قد أصابني * فهذا أمير المؤمنين من العدل (فقال معاوية بارك الله عليك ما خطبك فقال أطال الله بقاء أمير المؤمنين إنني رجل من بني عذرة تزوجت ابنة عم لي وكانت لي صرمة (٣) من إبل وشويهات فأنفقت ذلك عليها فلما أصابتني نائبة الزمان رغب عني أبوها وكانت جارية فيها (٤) الحياء والكرم فكرهت مخالفة أبيها فأتيت عاملك ابن أم الحكم فذكرت ذلك له وبلغه جمالها فأعطى أباها عشرة آلاف درهم وتزوجها وأخذني فحبسني وضيق علي فلما اصابني مس الحديد وألم العذاب طلقهتا وقد أتيتك يا أمير المؤمنين وأنت غيث المحروب وسند المسلوب فهل من فرج ثم بكى وقال في بكائه * في القلب مني نار * والنار فيها شنار وفي فؤادي جمر * والجمر فيه شرار والجسم مني نحيل * واللون فيه اصفرار والعين تبكى بشجو * فدمعها مدرار والحب داء عسير * فيه الطبيب يحار حملت منه عظيما * فما عليه اصطبار فليس ليلي ليلا * ولا نهاري نهار


(١) بالأصل: " الجيش " والمثبت عن مختصر ابن منظور
(٢) الكبل: قيد ضخم
(٣) الصرمة من الإبل: القطعة الخفيفة منها
(٤) بالأصل: منها