إن تساؤل الملائكة مرده إلى خوفهم من أن يكون ذلك لتقصير وقع منهم أو لمخالفة كانت من أحدهم فأسرعوا بتساؤلهم لتبرئة أنفسهم وقالوا: كيف تخلق غيرنا؟ ونحن دائبون على التسبيح بحمدك وتقديس اسمك؟ قالوا ذلك رغبة منهم فيما يزيل شبهتهم وينزع الوساوس من صدورهم وامتد رجاؤهم إلى الله أن يستخلفهم في الارص يقول صاحب الظلال: ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم من شواهد الحال أو من تجارب سابقة في الارض أو من إلهام البصيرة ما يكشف لهم عن شئ من فطرة هذا المخلوق أو من مقتضيات حياته على الارض وما يجعلهم يعرفون أو يتوقعون أنه سيفسد في الارض وأنه سيسفك الدماء وهو متحقق بوجودهم هم (١) سورة البقرة الاية: ٢٩ (٢) عن تاريخ الطبري ١ / ١٠١ وبالاصل " وساكن " (٣) سورة البقرة الايات ٣٠ إلى ٣٣