للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

* * إن الإمام أخا (١) النبي محمد * علم الهدى ومنارة الإيمان فقه الحمام وسر أمام لوائه * قدما بأبيض صارم وسنان * قالت يا أمير المؤمنين ما مثلي رغب عن الحق ولا اعتذر إليك بالكذب قال فما حملك على ذلك قالت حب علي واتباع الحق قال والله ما أرى عليك من علي أثرا قالت أنشدك الله يا أمير المؤمنين وإعادة ما مضى وتذكار ما نسي قال هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى ولا لقيت من أحد (٢) ما لقيت من قومك قالت صدق قولك لم يكن والله أخي ذميم المقام ولا خفي المكان كان والله كقول الخنساء (٣) * وإن صخرا ليأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار وبالله أسأل أمير المؤمنين إعفائي مما استعفيت منه قال قد فعلت فما حاجتك قالت يا أمير المؤمنين إنك أصبحت ٤ للناس سيدا ولأمورهم متقلدا والله سائلك عن أمرنا وعما افترض عليك من حقنا ولا يزال يقدم علينا من ينوء بعزك ويبطش بسلطانك فيحصدنا حصاد السنبل ويدوسنا (٤) دياس البقر يسومنا الخسيسة ويسألنا الجليل هذا ابن أبي أرطأة قدم بلادي فقتل رجالي وأخذ مالي يقول فوهى بما استعصم الله منه والجأ إليه فيه ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة فإما عزلته فعرفناك ويروى فشكرناك (٥) فقال معاوية أتهدديني (٦) بقومك لقد هممت أن أردك إليه على قتب أشرس وهو المائل المعرج وأحملك إليه فينفذ فيك حكمه فأطرقت ثم بكت ورفعت رأسا تقول * صلى الإله على روح تضمنها * قبر فأصبح فيه العدل مدفونا * قد حالف الحق لا يبغي به بدلا (٧) * فصار بالحق والإيمان مقرونا * قال من ذلك قالت علي بن أبي طالب قال وما علمك بذلك قالت أتيته في رجل ولاه على صدقاتنا لم يكن بيننا وبينه إلا كما بين الغث إلى السمين فوجدته قائما


(١) في ابن الاعثم: أخو
(٢) بالاصل: " أحدا " والمثبت عن " ز "
(٣) ديوان الخنساء
(٤) في ابن الاعثم: ويدرسنا درس الحرمل ويسومنا الخسف ويذيقنا الحتف
(٥) في ابن الاعثم: فإما إن عزلته عنا فكثرناك وإما لا فكفرناك
(٦) بالاصل: " أتهددني " وفي " ز ": " أتهدديني " وفي العقد الفريد وابن الاعثم: إياي تهددين
(٧) في العقد الفريد: ثمنا