للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لولا أن يبطل الحق ويظهر الظالمون وتقوى كلمة الشيطان لما اختاروا ورود المنايا على خفض العيش وطيبه إلى اين تريدون رحمكم الله أيها الناس عن ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وزوج ابنته وأبي ابنيه خلق من طينته وتفرع من نبعته وخصه بسره وجعله باب مدينته (١) وأعلم بحبه المسلمين (٢) وأبان ببغضه المنافقين فلم يزل كذلك حتى أيده الله بمعونته يمضي على سنن استقامة لا يفرح لراحة اللذات بها وهو مفلق الهام مكسر الأصنام صلى والناس مشركون وأطاع والناس مرتابون فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي بدر وأفنى أهل أحد ح ح وهزم الله به الأحزاب وقتل أهل حنين وفرق جمع هوازن فيا لهاأ من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقا وردة وشقاقا قد اجتهدت في القول وبالغت في النصيحة وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله فقال معاوية والله يا أم الخير ما أردت بهذا القول إلا قتلي ولو قتلتك ما حرجت في ذلك [فقالت] (٣) والله ما يسسوؤني أن يجري الله قتلي على يدي من يسعدني الله بشقائه قال: هيهات يا كثيرة الفضول ما تقولين في عثمان بن عفان قالت وما عسى أن أقول فيه استخلفه الناس وهم به راضون وقتلوه وهم له كارهون فقال معاوية: إيها (٤) يا أم الخير هذا والله أصلك الذي تبنين (٥) عليه قالت لكن الله يشهد بما أنزل أنزله بعلمه والملائكة يشهدون " وكفى بالله شهيدا " (٦) وما أردت بعثمان نقصا ولقد كان سباقا إلى الخير وإنه لرفيع الدرجة غدا فما تقولين في طلحة بن عبيد الله قالت وما عسيت أن أقول في طلحة اغتيل من مأمنه وأتي من حيث لم يحذر وقد وعده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الجنة قال فما تقولين في الزبير؟ قالت لا تدعني كرجيع الثوب الصبغ يعرك في المركن (٧)

قال حقا لتقولن (٨) وقد عزمت عليك قالت وما عسيت أن أقول في الزبير ابن عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحوارية


(١) تشير إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها
(٢) تشير إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن " حيث ميز المسلم من المنافق بحب علي بن أبي طالب
(٣) زيادة عن " ز "
(٤) بالاصل و " ز " إيهن
(٥) بالاصل و " ز ": تبني
(٦) سورة النساء الاية: ١٦٥
(٧) المركن: إناء تغسل فيه الثياب
(٨) الاصل و " ز ": لتقولين