قدمت الكوفة فصرت إلى سليم بن عيسى «١» فقال لي: ما أقدمك؟ قال: قلت: أقرأ على أبي بكر بن عياش بحرف عاصم. قال: فقال لي: لا يريد؟ «٢» قال: قلت: بلى. قال:
فدعا ابنه وكتب معه رقعة إلى أبي بكر بن عياش ولم أدر ما كتب فيها، قال: فأتينا منزل أبي بكر، فاستأذن عليه ابن سليم، فدخل فأعطاه الرقعة، وكان لخلف سبع عشرة سنة. قال فلما قرأها قال: أدخل الرجل، قال: فدخلت، فسلمت عليه. قال: فصعّد فيّ النظر، ثم قال لي:
أنت خلف؟ قال: قلت: نعم، أنا خلف، قال: أنت لم تخلف ببغداد أحدا أقرأ منك؟ قال:
فسكتّ. قال: فقال لي: اقعد، هات، اقرأ، قال: قلت: عليك؟ قال: نعم، قال: قلت: لا والله لا أقرأ على رجل يستصغر رجلا من حملة القرآن. قال: ثم تركته، وخرجت. قال:
فوجه إلى سليم يسأله أن يردني إليه قال: فلم أرجع. قال: فندمت «٣» ، واحتجبت «٤» فكتبت قراءة عاصم عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش.
وكان أحمد بن إبراهيم البغدادي ثقة. صنف كتابا في عدد آي القرآن وذكر في قراء أهل مدينة السلام.
قال «٥» : وكان أحد الحذاق «٦» .
[قال أبو بكر الخطيب]«٧» .
[حدث عن خلف بن هشام، ومسدّد، ومحمد بن سليمان لوين، وحفص بن عمر الحوضي، ومسلم بن إبراهيم القعنبي، وأبي حذيفة موسى بن مسعود، ومحمد بن سليمان الأصبهاني، ويحيى ابن الحماني، وخليفة بن خياط، ويحيى بن معين، وسعيد بن محمد الجرمي، روى عنه علي بن سليم المقرىء، وإسحاق بن أبي حسان الأنماطي، وحمزة بن حسين السمسار، وأبو عيسى بن قطن]«٨» .