دخلت على أحمد بن أبي دؤاد، وهو مفلوج، فقلت: إني لم آتك عائدا، ولكني جئت لأحمد الله على أن سجنك في جلدك.
قال أبو يوسف يعقوب بن موسى بن الفيرزان «١» ابن أخي معروف الكرخي قال «٢» :
رأيت في المنام كأني وأخا لي نمرّ على نهر عيسى «٣» على الشط، وطرف عمامتي بيد أخي هذا، فبينا نحن نمشي إذا امرأة تقول لصديقي هذا: ما تدري ما حدث الليلة؟ أهلك الله ابن أبي دؤاد. فقلت أنا لها: وما كان سبب هلاكه؟ قالت: أغضب الله عليه فغضب عليه من فوق سبع سماوات.
قال يوما سفيان بن وكيع لأصحابه «٤» :
تدرون ما رأيت الليلة؟ - وكانت الليلة التي رأوا فيها النار ببغداد وغيرها- قال: رأيت كأن جهنم زفرت فخرج منها اللهب، أو نحو هذا الكلام. فقلت: ما هذا؟ قال: أعدّت لابن أبي دؤاد.
قال المغيرة بن محمد المهلبي «٥» :
مات أبو الوليد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد- وهو وأبوه منكوبان- في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومئتين، ومات أبوه في المحرم سنة أربعين ومئتين يوم السبت لتسع «٦» بقين منه فكان بيته وبين ابنه شهر أو نحوه، ودفن في داره ببغداد وصلّى عليه ابنه العباس.
[قال أبو روق الهزاني: حكى لي ابن ثعلبة الحنفي عن أحمد بن المعذل أن ابن أبي دؤاد كتب إلى رجل من أهل المدينة: إن تابعت أمير المؤمنين في مقالته استوجبت حسن المكافأة.