به على بعير، ثم بنيت له دكة «١» فقتل عليها هو وأصحابه الذين أخذوا معه يوم الاثنين لسبع بقين من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين ومئتين «٢» .
قال «٣» أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي «٤» قال:
قام مقامه- يعني مقام صاحب الجبل «٥» - أخ له في وجهه خال يعرف به، يقال له صاحب الخال. فأسرف في سوء الفعل وقبح السيرة وكثرة القتل حتى تجاوز ما فعله أخوه، وتضاعف قبح «٦» فعله على فعله، وقتل الأطفال ونابذ الإسلام وأهله، ولم يتعلق منه بشيء.
فخرج المكتفي بالله إلى الرّقّة وسيّر إليه الجيوش فكانت له وقائع، وزادت أيامه على أيام أخيه في المدة والبلاء حتى هزم وهرب وظفر به في موضع يقال لهالدالية بناحية الرحبة، فأخذ أسيرا وأخذ معه ابن عم له يقال له: المدثّر، وكان قد رشّحه للأمر بعده، وذلك في المحرم سنة إحدى تسعين. وانصرف المكتفي بالله إلى بغداد وهو معه، فركب المكتفي ركوبا ظاهرا في الجيش والتعبئة وهو بين يديه على الفيل وجماعة من أصحابه على الجمال مشهرين بالبرانس، وذلك يوم الاثنين غرّة ربيع الأول سنة إحدى وتسعين. ثم بنيت له دكّة في المصلّى، وحمل إليها هو وجماع أصحابه فقتلوا عليها جميعا في ربيع الآخر بعد أن ضرب بالسياط، وكوي جبينه بالنار وقطّعت منه الأربعة ثم قتل، ونودي في الناس فخرجوا مخرجا عظيما للنظر إليه. وصلب بعد ذلك في رحبة الجسر.
وقيل إنه وأخاه من قرية من قرى الكوفة يقال لها الصّوّان «٧» ، وهما، فيما ذكر، ابنا زكرويه بن مهرويه القرمطي الذي خرج في طريق مكة في آخر سنة ثلاث وتسعين ومئتين،