للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من يفتح القفل بمفتاحه نجا من التّهمة في فشّه «١» ونابش الموتى له ساعة تأخذه أنبش من نبشه

والبغي صرّاع له صولة تستنزل الجبّار عن عرشه

قال ابن المبارك:

رئي لقمان يعدو خلف بخت نصّر فراسخ، فقيل له: يا وليّ الله تعدو خلف هذا الكافر؟ قال: لعلّي أسأله في مؤمن فيجيبني فيه.

[قال إسحاق بن بشر: قال وهب بن منيه] «٢» :

لما فعل بخت نصّر ما فعل- يعني ما ذكر في ترجمة إرميا «٣» - قيل له: كان لهم صاحب يحذّرهم ما أصابهم، ويصفك وخبرك لهم، ويخبرهم أنك تقتل مقاتلتهم، وتسبي ذراريهم، وتهدم مساجدهم، وتحرق كنائسهم، فكذّبوه، واتهموه، فضربوه، وقيّدوه، وحبسوه، فأمر بخت نصّر فأخرج إرميا من السجن، فقال له: أكنت تحذّر هؤلاء القوم ما أصابهم؟

قال: نعم. قال: فأنّى علمت ذلك؟ قال: أرسلني الله تعالى إليهم فكذّبوني. قال:

كذّبوك وضربوك وسجنوك! قال: نعم. قال: بئس القوم قوم كذّبوا نبيّهم، وكذّبوا رسالة ربّهم، فهل لك أن تلحق بي فأكرمك، وأواسيك، وإن أحببت أنك تقيم في بلادك فقد أمّنتك. قال له إرميا: إنّي لم أزل في أمان الله منذ كنت لم أخرج منه ساعة قطّ، ولو أن بني إسرائيل لم يخرجوا منه لم يخافوك ولا غيرك لو لم يكن لك عليهم سلطان.

فلما سمع بخت نصّر قوله تركه. فأقام إرميا بأرض إيليا «٤» ، وأخرج أهل بيت دانيال الأكبر كتاب أمان بخت نصّر فأمضاه لهم، وأخرج بهم معه فكانوا خمسة أنفس: دانيال بن