رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر:«لو كان مطعم بن عدي حيا لوهبت له هؤلاء النتنى»«١» ، وذلك ليد كانت لمطعم عند سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان أجاره حين رجع من الطائف، وقام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم حين حصروا في الشّعب، وكان مبقيا على نفسه، لم يكن يشرف لعداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولإيذائه ولا يؤذي أحدا من المسلمين كما كان يفعل غيره. ومدحه أبو طالب في قصيدة له.
وتوفي مطعم بن عدي بمكة بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة واحدة، ودفن بالحجون، مقبرة أهل مكة، وكان يوم توفي ابن بضع وتسعين سنة. وكان يكنى أبا وهب. ورثاه حسان ابن ثابت بقصيدته التي يقول فيها «٢» :
فلو كان مجد يخلد اليوم واحدا من الناس أنجى «٣» مجده اليوم مطعماأجرت رسول الله منهم فأصبحوا عبيدك ما لبّى ملبّ وأحرما
تزوج جبير بن مطعم امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها، فقرأ: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ
[سورة البقرة، الآية: ٢٣٧] . قال: أنا أحق بالعفو منها، فسلّم لها المهر كاملا فأعطاها إياه «٤» .
توفي جبير بن مطعم سنة ثمان وخمسين. وقيل سنة تسع وخمسين.
[قدم المدينة في فداء الأسارى من قومه، وكان موصوفا بالحلم ونبل الرأي. وكان شريفا مطاعا.
وفد على معاوية في أيامه.
عد خليفة جبيرا في عمال عمر على الكوفة، وأنه ولاه قبل المغيرة بن شعبة.
الزبير، حدثنا المؤملي، عن زكريا بن عيسى عن الزهري، أن عمرو بن العاص قال لأبي موسى لما رأى كثرة مخالفته له: هل أنت مطيعي؟ فإن هذا الأمر لا يصلح أن ننفرد به حتى نحضره رهطا من قريش، نستشيرهم فإنهم أعلم بقومهم، قال: نعم ما رأيت، فبعثنا إلى