أو جبير بن نفير؟ قال: أبو إدريس عندي المقدم، ورفع من شأن جبير بن نفير.
قال النسائي: ليس أحد من كبار التابعين، أحسن رواية عن الصحابة من ثلاثة، قيس ابن أبي حازم، وأبي عثمان النهدي، وجبير بن نفير] «١» .
حدث جبير بن نفير «٢» عن النواس بن سمعان الكلابي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن الله تبارك وتعالى ضرب مثلا صراطا مستقيما على كنفي الصراط، سوران لهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور، وداع يدعو على رأس الصراط وداع من فوقه، والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، فالأبواب التي على كنفي الصراط حدود الله، لا يقع أحد في حدود الله حتى يكشف ستر الله، والذي يدعو من فوقه واعظ الله تبارك وتعالى»
[١٤٠٨٤] .
حدث جبير بن نفير عن المقداد بن الأسود قال:
جاءنا المقداد بن الأسود لحاجة له فقلنا: اجلس عافاك الله حتى نطلب لك حاجتك، فجلس فقال: العجب من قوم مررت بهم آنفا يتمنّون الفتنة، يزعمون ليبتليهم الله فيها بما ابتلى رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وايم الله، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«إن السعيد لمن جنب الفتن، يوردها ثلاث مرات، وإن ابتلي وصبر» ، وايم الله، لا أشهد لأحد أنه من أهل الجنة حتى أعلم ما يقول عليه، بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا»
[١٤٠٨٥] .
قال جبير بن نفير:
دخلت على أبي الدرداء بدمشق وبين يديه جفنة من لحم، فقال لي: يا جبير، اجلس فأصب من هذا اللحم، فإن كنيسة في ناحيتنا أهدى لنا أهلها مما ذبحوا لها، فجلست فأكلت معه «٣» . وقيل إن جبير بن نفير لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه صحب الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم.