وإنّي لقوام مقاوم لم يكن جرير ولا مولى جرير يقومها
فقال: أجل، صدق والله إنّه ليقوم إلى الخمر فيشربها، وإلى الخنزير فيذبحه، وإلى الصليب فيقبّله ويسجد له، وما أفعل ذلك ولا مولاي «١» . دخل جرير «٢» على بشر بن مروان والأخطل جالس عنده، فقال له بشر: أتعرف هذا يا أبا حزرة؟ قال: لا، فمن هو؟ قال الأخطل: أنا الذي شتمت عرضك، وأسهرت ليلك، وآذيت قومك، أنا الأخطل. فقال له جرير: أما قولك شتمت عرضك، فما يضرّ البحر أن يشتمه من غرق فيه، وأما قولك: أسهرت ليلك، فلو تركتني أنام لكان خيرا لك، وأما قولك:
آذيت قومك، فكيف تؤذي قوما أنت تؤدي إليهم الجزية! قال عوانة بن الحكم «٣» :
لما استخلف عمر بن عبد العزيز، وفد إليه الشعراء وأقاموا ببابه أياما لا يؤذن لهم، فبيناهم كذلك يوما وقد أزمعوا على الرحيل، إذ مرّ بهم رجاء بن حيوة «٤» ، وكان من خطباء أهل الشام، فلما رآه جرير داخلا على عمر أنشد «٥» :
يا أيّها الرّجل المرخي عمامته هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا
قال: فدخل ولم يذكر من أمرهم شيئا. ثم مر بهم عدي بن أرطاة «٦» ، فقال له جرير «٧» :