طرقتك صائدة القلوب وليس ذا حين «١» الزّيارة فارجعي بسلام
فإن كان لا بد فهو. قال: فأذن لجرير، فدخل وهو يقول «٢» :
إنّ الذي بعث النّبيّ محمدا جعل الخلافة للإمام «٣» العادل
وسع الخلائق عدله ووفاؤه حتى ارعوى وأقام ميل المائل «٤»
إني لأرجو «٥» منك خيرا عاجلا والنّفس مولعة بحبّ العاجل
فلما مثل بين يديه قال: ويحك يا جرير، اتق الله ولا تقل إلّا حقا. فأنشأ جرير يقول «٦» :
أأذكر الجهد والبلوى الّتي نزلت أم قد كفاني ما «٧» بلّغت من خبري
كم باليمامة «٨» من شعثاء أرملة ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر
ممّن يعدّك تكفي فقد والده كالفرخ في العشّ لم ينهض «٩» ولم يطر
يدعوك دعوة ملهوف كأنّ به خبلا من «١٠» الجنّ أو مسّا من النّشر
خليفة الله ماذا تأمرون «١١» بنا؟ لسنا إليكم ولا في دار منتظر
ما زلت بعدك في همّ يؤرّقني قد طال في الحيّ «١٢» إصعادي ومنحدري
لا ينفع الحاضر المجهود بادينا «١٣» ولا يعود لنا باد على حضر
إنّا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا من الخليفة ما نرجو من المطر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute