فقلت: أي رسول الله لعله بلغك عن جعفر شيء فقال: «نعم، قتل اليوم» . قالت: فقمت أصيح، واجتمع إلي النساء، قالت: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا أسماء: لا تقولي هجرا، ولا تضربي صدرا» . قالت: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل على ابنته فاطمة، وهي تقول: واعماه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«على مثل جعفر فلتبك الباكية» ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اصنعوا لآل جعفر طعاما، فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم»
[١٤١٣٢] .
وعن الحسين بن عبد الله بن عبيد الله ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعد قتل جعفر:
«لقد مر بي الليلة جعفر يقتفي نفرا من الملائكة، له جناحان متخضبة قوادمها بالدم، يريدون بيشة» بلدا باليمن
[١٤١٣٣] .
وعن ابن عباس قال «١» : بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبا منه، إذ ردّ السلام. قال:«يا أسماء، هذا جعفر- يعني ابن أبي طالب- مع جبريل وميكائيل والملائكة عليهم السلام، مرّوا فسلّموا علينا، فردّوا عليهم السلام، وأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا، قبل ممره على رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث أو أربع فقال: لقيت المشركين فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثة وسبعين من طعنة وضربة، ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت، ثم أخذته بيدي اليسرى فقطعت، فعوضني اللهمن يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل، أنزل من الجنة حيث شئت، وآكل من ثمارها ما شئت. قالت أسماء: هنيئا لجعفر ما رزقه الله من الخير، لكني أخاف أن لا يصدق الناس، فاصعد المنبر فأخبر به الناس. فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أيها الناس، إن جعفر بن أبي طالب مرّ مع جبريل وميكائيل وله جناحان، عوّضه الله من يديه فسلّم علي» . ثم أخبرهم كيف كان أمره حيث لقي المشركين. فاستبان الناس من بعد ذلك اليوم الذي أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جعفرا لقيهم، فلذلك سمي الطيار في الجنة.
وعن ابن عباس قال «٢» : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«دخلت الجنة البارحة فنظرت، فإذا جعفر يطير على الملائكة، وإذا حمزة متكىء على سرير. وذكر ناسا من أصحابه»