غليلي «٣» باطن لك في فؤادي يخفّف بالدّموع الجاريات
ولو أنّي قدرت على قيامي بفرضك «٤» والحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم المراثي «٥» ونحت بها خلاف النائحاتولكني أصبّر عنك نفسي مخافة أن أعدّ من الجناة
ومالك تربة فأقول تسقى لأنّك نصب هطل الهاطلات
عليك تحيّة الرحمن تترى برحمات روائح غاديات «٦»
ولما أمر عضد الدولة بقتل الوزير محمد بن بقية وصلبه بمدينة السلام في سنة سبع [وستين]«٧» وثلاث مئة كان له صديق يعرف بأبي الحسن «٨» الأنباري، فرثاه بهذه الأبيات، فكتبها ورمى بها في شوارع بغداد، فتداولها الأدباء إلى أن اتصل الخبر بعضد الدولة، فلما أنشدت بين يديه تمنى أن يكون هو المصلوب دونه، فقال: عليّ بهذا الرجل فطلب سنة كاملة، واتصل الخبر بالصاحب إسماعيل بن عباد بالري فكتب له الأمان. فلما سمع بذكر