الغناء وجودة الضرب، فقال أمير المؤمنين لها: غني صوتي فغنته:
ومحبب «١» شهد الزفاف وقبله غنّى الجواري حاسرا ومنقّبا
لبس الدلال وقام ينقر دفّه نقرا أقرّ به العيون فأطربا
إن النساء رأينه فعشقنه وشكون شدة ما بهنّ فكذّبا «٢»
قال: فطربت والله طربا هممت معه أن أنطح برأسي الحائط، ثم قال لها: غني صوتي الآخر فغنت:
طال تكذيبي وتصديقي لم أجد عهدا لمخلوق
إنّ ناسا في الهوى حدّثوا «٣» أحدثوا نقض المواثيق «٤»«٥» قال: فرقص الرشيد ورقصت معه، ثم قال: امض بنا، فإنني أخشى أن يبدو ما هو أكثر من هذا، فمضينا. فلما صرنا في الدهليز قال وهو قابض على يدي: أعرفت هذه المرأة؟
قلت: لا، يا أمير المؤمنين، قال: فإني أعلم أنك ستسأل عنها ولا تكتم ذلك، وأنا أخبرك بها، هي عليّة «٦» ، والله إن لفظت به بين يدي أحد وبلغني لأقتلنّك، قال: فقال له أبوه قد والله لفظت به، وو الله ليقتلنك، فاصنع ما أنت صانع.
قال أبو قابوس النصراني «٧» :
دخلت على جعفر بن يحيى البرمكي في يوم بارد، فأصابني البرد فقال: يا غلام، اطرح عليه كساء من أكسية النصارى، فطرح عليّ كساء خزّ قيمته ألف، قال: فانصرفت إلى