للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عجبت للجن وأنجاسها وشدّها العيس بأحلاسها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمنوها «١» مثل أرجاسها

فانهض إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى راسها

ثم أنبهني فأفزعني وقال: يا سواد بن قارب إن الله عز وجل بعث نبيا، فانهض إليه تهتد وترشد، فلما كان في الليلة الثانية أتاني فأنبهني ثم أنشأ يقول ذلك:

عجبت للجن وتطلابها وشدّها العيس بأقتابها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى ليس قداماها كأذنابها

فانهض إلى الصفوة من هاشم واسم بعينيك إلى نابها

فلما كان في الليلة الثالثة أتاني فأنبهني ثم قال كذلك:

عجبت للجن وتخبارها وشدّها العيس بأكوارها

تهوي إلى مكة تبغي الهدى ليس ذوو الشرّ كأخيارها

فانهض إلى الصفوة من هاشم ما مؤمنو الجن ككفّارها

قال: فلما سمعته يكرر ليلة بعد ليلة، وقع في قلبي حب الإسلام من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله، قال: فانطلقت إلى رحلي، فشددته على راحلتي، فما حللت تسعة ولا عقدت أخرى حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو بالمدينة والناس على أحرف الفرش «٢» ، فلما رآني النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مرحبا بك يا سواد بن قارب، قد علمنا ما جاء بك»

[١٤١٨٤] قال: قلت: يا رسول الله قد قلت شعرا فاسمعه مني، قال سواد: فقلت:

أتاني رئيّ بعد ليل وهجعة ولم يك فيما قد بلوت بكاذب

ثلاث ليال قوله كلّ ليلة أتاك نبيّ من لؤي بن غالب

فشمّرت عن ساق الإزار ووسّطت بي الذّعلب الوجناء غير السباسب

فأشهد أن الله لا شيء غيره وأنّك مأمون على كل غائب

وأنّك أدنى المرسلين شفاعة إلى الله يابن الأكرمين الأطايب

فمرنا بما يأتيك يا خير من مشى وإن كان فيما جاء شيب الذوائب