أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه، نا نصر بن إبراهيم لفظا، وعلي بن محمد الشافعي قراءة قالا: أنبأ أبو الحسن بن عوف «١» ، نا محمد بن موسى بن السمسار، أنا أبو بكر ابن خريم، نا حميد بن زنجويه، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي حسين قال «٢» : لما فتح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكة دخل البيت فصلّى بين السارتين ثم وضع يديه على عضادتي الباب فقال: «لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ماذا تقولون وماذا تظنون» فقال سهيل بن عمرو: نقول خيرا، ونظن خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم، وقد قدرت، قال:«فإنّي أقول كما قال أخي يوسف لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
«٣» ألا إنّ كل دم ومال ومأثرة «٤» كانت في الجاهلية تحت قدميّ إلا سدانة «٥» البيت وسقاية الحاج»
[١٤٢١٩] .
أخبرنا أبو بكر الحاسب، أنا أبو محمد الشاهد، أنا أبو عمر «٦» بن حيوية، أنا عبد الوهاب بن أبي حية، أنا محمد بن شجاع، أنا محمد بن عمر الواقدي «٧» ، حدثنيموسى بن محمد، عن أبيه قال: قال سهيل بن عمرو: لما دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكة وظهر، انقحمت «٨» بيتي وأغلقت عليّ بابي، وأرسلت إلى ابني عبد الله بن سهيل أن اطلب لي جوارا من محمد، فإنّي لا آمن أن أقتل، قال: وجعلت أتذكر أثري عند محمد وأصحابه، فليس أحد «٩» أسوأ أثرا مني، وإنّي لقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الحديبية بما لم يلقه أحد، وكنت الذي كاتبه مع حضوري بدرا وأحدا، وكلما «١٠» تحركت قريش كنت فيها، فذهب عبد الله بن سهيل