وأصابتني سحابة بالقرنين «١» فأفاءت الأرض بعد الري، وامتلأ الإخاذ، وأفعمت الأودية، وجئتك في مثل مجرّ «٢» الضّبع، وذكر الحكاية.
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمه الله «٣» قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، أنبأ أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنا أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي قال في حديث الحجاج أنه دخل عليه سيابة بن عاصم السلمي فقال: من أي البلدان أنت؟ قال: من حوران، قال: هل كان وراءك من غيث؟
قال: نعم، أصلح الله الأمير، قال: نعم، قال: انعت لنا كيف كان المطر وتبشيره؟ قال:
أصابتني سحابة بحوران، فوقع قطر كبار وقطر صغار، فكان الصغار لحمة للكبار، ووقع بسيطا متداركا وهو السّحّ الذي سمعت به فواد سائل، وواد نازح، وأرض مقبلة وأرض مدبرة، وأصابتني سحابة بالقريتين فأندت الدماث، وأسالت العزاز، وصدعت الكماة أماكنها، وجئتك في مثل وجار الضبع، ثم دخل عليه رجل من بني أسد فقال له: هل كان وراءك من غيث؟ قال: اغبرّ البلاد، وأكل ما أشرف من الجنبة، فاستقينا إنه عام سنة، قال: بئس المخبر أنت.
حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن مالك، نا محمد بن أيوب، نا عبيد بن يعيش، نا يحيى بن يعلى المحاربي، عن عبد الكريم بن الجراح، عن يونس بن أبي إسحاق، نا عبّاد بن موسى، عن الشعبي. وأخبرنا ابن الأعرابي، نا الترقفي، نا سليمان بن أحمد الواسطي، نا أبو مسهر، نا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، نا عبّاد بن موسى، عن الشعبي، هكذا الترقفي عيسى، عن عبّاد، وقال ابن ضريس: يونس بن عبّاد، وزاد ابن الأعرابي في حديثه فقال: لبدت الدماث ودحضت التلاع، وملأت الحفر، وجئتك في ما يجر الضبع، ويستخرجها من وجارها، ففاءت الأرض بعد الري، وامتلأت الإخاذ وأفعمت الأودية، قال: ثم دخل عليه رجل من أهل اليمامة فقال: هل كان وراءك من غيث؟ قال: نعم، كانت سماء ولم أرها وسمعت الرّوّاد