حاجته وأمر له بثلاثين ألف درهم، فدفعها إلى الرجل ودفع إليه «١» شبيب من ماله أربعة آلاف درهم، وقال له: لم تضرّك السورتان.
أخبرنا أبو غالب، وأبو عبد الله ابنا أبي علي قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، أنا أبو طاهر المخلص، نا أحمد بن سليمان، نا الزبير بن بكار، حدثني العتبي، عن رجل قد أسماه فأنسيت اسمه، قال: كنت أسمع عبد الله بن مصعب يتكلم، فيعجبني كلامه، وأسمع شبيب ابن شيبة التميمي يتكلم فيعجبني كلامه، فكنت أحب أن أسمع كلامهما مجتمعين لأعرف أبلغهما. فاجتمعا يوما على باب أمير المؤمنين فسمعت كلاهما قال: فقلت له: أي الرجل سمعت أبلغ؟ قال: المتكلم حتى يسكت غير أني رأيت لعبد الله بن مصعب إشارة تقع مع كلامه أعجبتني. أخبرنا أبو القاسم العلوي، أنا رشأ بن نظيف، أنا الحسن بن إسماعيل، أنا أحمد بن مروان، نا محمد بن شاذان الجوهري، نا معلى بن منصور قال: عزى شبيب بن شيبة المهدي في ابنته، فقال: يا أمير المؤمنين ما عند الله خير لها مما عندك، وثواب الله خير لك منها. أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور، وأبو منصور بن العطار، قالا: أنا أبو طاهر المخلص، نا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي، والعلاء بن الفضل، عن أبيه قال: عزى شبيب بن شيبة المهدي عن ابنته البانوقة «٢» فقال: جعل الله ثواب ما رزئت به لك أجرا، وأعتقك عليه صبرا، وختم لنا بعاقبة تامة، ونعم عامة، ولا أجهد الله بلاءك بنقمة، ولا غيّر ما بك من نعمة، ثواب الله خير لك منها، وما عند الله خير لها منك، وأحق ما صبر عليه ما ليس إلى تغييره سبيل.
قال: ونا الأصمعي قال: أخبرني من رأى شبيب بن شيبة المنقري وقد اشتدّ حجاب المهدي عليه، وهو يطلب الوصول فلا يصل، فقال: يا أبا معمر جاهك وقدرك وشرفك تذلّ نفسك هذا الذل؟! قال: اسكت، يذل لها لنعزّ عند غيرهم، فإن من رفعوه ارتفع، ومن وضعوه اتضع.