عند فخر عشيرته، ولم لا يكون كذلك؟ وقد ساسه أكرم من ذهب «١» وهب: عبد المطلب أفخر من مشى من قريش وركب.
قال معاوية: فلم سمّيت قريش «٢» قريشا؟ قال: لدابة تكون في البحر هي أعظم دواب البحر خطرا، لا تظفر بشيء من دواب البحر إلّا أكلته، فسميت قريشا لأنها أعظم العرب فعالا. فقال: هل تروي في ذلك شعرا؟ فأنشده قول الجمحي «٣» :
وقريش هي التي تسكن البحر به اسمّيت قريش قريشا
تأكل الغثّ والسمين ولا تترك لذي الجناحين ريشا
هكذا في البلاد «٤» حيّ قريش يأكلون البلاد أكلا كشيشا «٥»
ولهم آخر الزمان نبيّ يكثر القتل فيهم والخموشا
يملأ «٦» الأرض خيله ورجال يحشرون المطيّ حشرا كميشا «٧»
فقال معاوية: صدقت يابن عباس، أشهد أنك لسان أهل بيتك.
فلما خرج ابن عباس من عنده قال معاوية لمن عنده: ما كلّمته قط إلا وجدته مستعدا.
وفي حديث آخر قال: فأمر له معاوية بأربعة آلاف درهم فقبضها ثم صرفها في بني عبد المطلب. فقالوا له: لا نقبل صدقة. قال: إنها ليست بصدقة، وإنّما هي هدية لم يبق منها