قال حمدون بن إسماعيل: دخلت على المعتصم في يوم خميس، وهو يحتجم، فلمّا رأيته وقفت واجما وتبيّن له ذلك فيّ؛ فقال: يا حمدون لعلّك ذكرت الحديث الذيحدّثتك به في حجامة الخميس وكراهتها، والله ما ذكرت ذلك حتى شرط الحجّام، قال: فحمّ من عشيّته، وكانت المرضة التي مات فيها.
ولمّا احتضر المعتصم جعل يقول «١» : ذهبت الحلية ليست حيلة؛ حتى أصمت «٢» .
وسمع يقول «٣» : اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك، وأرجوك من قبلك ولا أرجوك من قبلي.
وجعل يقول «٤» : أوخذ [وحدي]«٥» من بين هذا الخلق؟
وقال «٦» : لو علمت أن عمري هكذا قصير ما فعلت ما فعلت.
وتوفي سنة ثمان وعشرين ومئتين؛ وقيل سنة سبع وعشرين؛ ودفن بسرّ من رأى، وهو ابن ستّ وأربعين سنة، أو سبع وأربعين سنة، أو تسع وأربعين سنة «٧» .
[وقال الصولي: سمعت المغيرة بن محمد يقول: يقال: إنه لم يجتمع الملوك بباب أحد قط اجتماعها بباب المعتصم، ولا ظفر ملك قط كظفره أسر ملك أذربيجان، وملك